يعتبر اللولب من أكثر وسائل تحديد النسل فعالية وشعبية، حيث تصل نسبة نجاحه إلى 99%. ومع ذلك، قد يحدث الحمل في حالات نادرة واستثنائية.
تشعر العديد من النساء بالقلق عند تأخر الدورة الشهرية أثناء استخدام اللولب، خاصة إذا كان من النوع الهرموني الذي يحتوي على البروجيسترون، حيث يحدث هذا التأخير بنسبة تصل إلى 25% من الحالات، مما يعني أنه لا داعي للقلق في هذه الحالة.
أما بالنسبة للولب المعدني، سواء كان مصنوعًا من البلاتين أو النحاس أو الذهب، فإن الدورة الشهرية تستمر في موعدها المعتاد كل شهر ما لم تكن المرأة حاملاً.
في حالة تأخر الدورة الشهرية، يجب زيارة الطبيب للتحقق من وجود الحمل أو عدمه، لضمان السلامة والاطمئنان.
إليك ما تحتاجين معرفته حول اعراض الحمل على اللولب، ومضاعفاته.
كيف يحدث الحمل على اللولب؟
قبل أن نتحدث عن اعراض الحمل على اللولب يجب أن نعرف كيف يحدث الحمل في وجود اللولب
يمكن أن يحدث الحمل إذا لم يبدأ اللولب الهرموني بالعمل فور تركيبه، إذ يحتاج إلى سبعة أيام ليصبح فعالاً، بينما يبدأ اللولب المعدني بالعمل فورًا. لذا، إذا مارست المرأة الجنس مباشرة بعد تركيب اللولب الهرموني، فقد يحدث الحمل.
من المهم أيضًا الالتزام بفترة صلاحية اللولب، حيث تتراوح عادة بين 3 إلى 5 سنوات، وقد تصل في بعض الأنواع إلى 10 سنوات. ترك اللولب داخل الرحم لفترة أطول من المدة المحددة يزيد من احتمال فشله في منع الحمل.
في حالات نادرة، قد ينزلق اللولب جزئيًا أو كليًا من مكانه في الرحم دون أن تدرك المرأة ذلك، مما يزيد من احتمال حدوث الحمل.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن معدل فشل اللولب النحاسي هو 0.8%، بينما يتراوح معدل فشل اللولب الهرموني بين 0.1% و0.4%. يمكن أن يحدث الحمل أيضًا إذا انزلق اللولب من مكانه، وهو ما يُعرف بطرد اللولب.
عندما يكون اللولب في مكانه الصحيح، يجلس في أسفل الرحم بعد عنق الرحم مباشرة، وتمد خيوطه عبر عنق الرحم إلى المهبل. على الرغم من ندرة طرد اللولب، إلا أنه قد يحدث بشكل أكثر احتمالًا لدى بعض النساء.
في بعض الأحيان، قد يسقط اللولب تمامًا وتلاحظ المرأة عدم وجوده، أو قد يتحرك من مكانه دون أن تدرك ذلك، مما يجعلها عرضة للحمل دون أن تشعر بأي أعراض واضحة. ومع ذلك، قد تظهر بعض الأعراض التي تشير إلى سقوط أو تحرك اللولب. مثل:
– نزيف شديد.
– تقلصات غير طبيعية.
– إفرازات مهبلية غير عادية.
إذا لاحظت المرأة أيًا من هذه الأعراض، ينبغي عليها مراجعة الطبيب المختص لإجراء الفحص اللازم والتأكد من مكان اللولب وسلامته.
اعراض الحمل على اللولب
عادة ما تكون اعراض الحمل على اللولب مشابهة لأعراض الحمل الطبيعي. يُعد غياب الدورة الشهرية أولى العلامات، وتشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
– ظهور بقع من الدم.
– ألم البطن المشابه لألم الدورة الشهرية.
– إفرازات مهبلية غير عادية.
– آلام الثدي.
– الغثيان والتقيؤ.
– الإمساك.
– الدوخة وأحيانًا الإغماء.
– الوحام، مثل زيادة أو قلة الشهية تجاه نوع معين من الطعام.
– الإعياء والتعب نتيجة ارتفاع هرمون البروجيسترون.
– تغييرات في المزاج.
عند ملاحظة هذه الأعراض بالإضافة إلى انقطاع الدورة الشهرية، يجب استشارة الطبيب فورًا للتأكد من حدوث الحمل مع وجود اللولب.
من المهم اكتشاف الحمل مبكرًا، ويفضل إجراء فحص الحمل عبر تحليل الدم للكشف عن هرمون الحمل، لأن اختبار الحمل المنزلي قد لا يكشف عن الحمل في مراحله المبكرة.
مخاطر الحمل على اللولب
الحمل مع وجود اللولب ينطوي على العديد من المخاطر، حيث يكون خطر الإجهاض مرتفعًا بنسبة 50% إذا لم يتم إزالة اللولب وبقي في مكانه. لذلك، يُوصى بإزالة اللولب فور اكتشاف الحمل، حيث تنخفض نسبة الإجهاض إلى 25% بعد إزالته.
يزداد خطر الحمل خارج الرحم عند حدوث الحمل مع وجود اللولب، حيث تزرع البويضة المخصبة في مكان خارج الرحم، غالبًا في قناة فالوب.
معظم حالات الحمل خارج الرحم تنتهي بالإجهاض، وإذا لم يتم علاجها، فقد تتسبب بانفجار أنابيب فالوب وحدوث نزيف يهدد الحياة.
هذه حالة طبية طارئة تتطلب علاجًا فوريًا لمنع حدوث أضرار دائمة في الجهاز التناسلي للمرأة، مما قد يمنعها من الحمل والولادة في المستقبل.
يتم الكشف عن الحمل خارج الرحم من خلال فحوصات الدم وفحوصات الحوض باستخدام الموجات فوق الصوتية. يتم علاج هذه الحالة إما بالأدوية أو من خلال الجراحة لضمان سلامة المرأة وتجنب المضاعفات الخطيرة.
تشمل مخاطر الحمل على اللولب الأخرى ما يلي:
– الإجهاض: الذي يحدث خلال أول 20 أسبوع من الحمل.
– الولادة المبكرة: الدخول في المخاض قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل.
– تمزق الأغشية المبكر: ثقب الكيس الأمنيوسي قبل بدء المخاض.
– انفصال المشيمة: انفصالها جزئيًا أو كليًا عن جدار الرحم.
– المشيمة المنزاحة: عندما تغطي المشيمة جزئيًا أو كليًا فتحة عنق الرحم.
– عدوى في منطقة الحوض.
– انخفاض وزن الطفل عند الولادة.
كما كشفت بعض التقارير عن تشوهات خلقية في المواليد الذين تم الحمل بهم مع وجود اللولب، وقد تم ربط ذلك بالتعرض لمستويات عالية من البروجيستين.
ماذا تفعلي في حالة حدوث حمل على اللولب؟
إذا بدأت المرأة ملاحظة علامات وأعراض الحمل وتعتقد بأنها حامل، فعليها إجراء فحص الحمل المنزلي فورًا. في معظم الحالات، تكون نتيجة هذا الفحص مؤكدة، ولكن إذا كانت هناك شكوك، يجب عليها زيارة الطبيب المختص للتأكد من وجود الحمل.
يقوم الطبيب بإجراء فحص البول أو الدم للتحقق من هرمون الحمل، ثم يستخدم جهاز التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن وجود كيس الحمل.
إذا تأكد وجود الحمل، يعمل الطبيب على إزالة اللولب فورًا. وإذا كان خيط اللولب غير مرئي ولا يمكن سحبه بسهولة، سيقوم الطبيب بتحديد موقعه باستخدام الموجات فوق الصوتية واتخاذ الإجراءات اللازمة لإزالته بأمان.
في الختام
يبقى اللولب أحد أكثر وسائل تحديد النسل فعالية وشعبية، ومع ذلك، فإنه ليس خاليًا من المخاطر تمامًا.
من المهم أن تكون المرأة على دراية بعلامات و اعراض الحمل على اللولب، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة فورًا إذا كانت تشتبه في حدوث حمل.
الوعي والمتابعة الطبية الدورية هما المفتاح لضمان السلامة والراحة النفسية.
تذكري أن صحتك وصحة طفلك هي الأولوية القصوى، لذا لا تترددي في استشارة الطبيب والحصول على الرعاية المناسبة إذا ظهرت أي علامات غير عادية. المعرفة والوقاية هما الأساس لتحقيق حمل صحي وسليم حتى في أصعب الظروف.