تعرفي على أهم أعراض الحمل خارج الرحم وأسبابه وطرق التشخيص – صيدلية

هل سمعتِ عن مصطلح الحمل خارج الرحم من قبل؟

ما المقصود بهذا المصطلح؟ وما هي أهم أعراض الحمل خارج الرحم؟

هل هذه الحالة تشكل ضرراً كبيرا على المرأة الحامل ؟

كل ما تريدين معرفته عن أعراض الحمل خارج الرحم نقدمه لك

ما هو الحمل خارج الرحم ؟

منذ بداية عملية الإخصاب، وحتى عملية الولادة يمر الحمل بعدة خطوات تؤثر جميعا على جسم المرأة؛ أولى هذه الخطوات هي وصول البويضة المخصبة إلى الرحم، ومن ثم انغماسها في بطانة الرحم.

في حالة الحمل خارج الرحم، تنغرس هذه البويضة المخصبة بأماكن أخرى غير الرحم. حيث يمكن أن تنغرس بقناة فالوب، أو التجويف البطني، أو حتى الحوض.

يحدث الحمل خارج الرحم بنسبة تصل إلى حالة من كل 50 حالة حمل طبيعية. الأمر الذي يتطلب تدخلا مبكرا لتفادي حدوث تعقيدات صحية، وطبية كبيرة يمكن أن تحدث.

كما أن سرعة التخلص من الحمل الحادث خارج الرحم، يمنح الأم فرصا أكبر لحدوث حملا طبيعيا.

نظرة عامة حول ظاهرة الحمل خارج الرحم في العالم

في الدول المتقدمة

يقدر احتمال نسبة حدوث حمل خارج الرحم بحوالي من ١إلى ٢% من مجموع حالات الحمل، وذلك مقارنة بالحمل الطبيعي، والحمل الطبيعي في التوائم.

ففي المملكة المتحده UK يعد الحمل خارج الرحم من أهم مسببات الوفاة الرئيسية، خاصة في الأشهر الثلاث الأولى للحمل.

ويقدر عدد حالات الوفيات بسبب الحمل خارج الرحم بحوالي ٣٥حالة وفاة لكل ١٠٠٠حالة حمل خارج الرحم.

على الرغم من ثبات نسبة ظهور أعراض الحمل خارج الرحم في الدولة المتقدمة، إلا أنها شهدت زيادة بمقدار  ٦ أضعاف بين عامي ١٩٧٢-١٩٩٢ أي أنه خلال عشرين عاما زادت نسب حدوث حمل خارج الرحم ٦ أضعاف.

وبدراسة هذه الظاهرة، يرجع العلماء هذه الزيادة إلى عدة عوامل:

١-زيادة نسبة النساء المصابات بالتهابات في الحوض.

٢-زيادة نسبة النساء المدخنات.

٣-الإقبال على استخدام الوسائل التكنولوجية التي تساعد على الإخصاب، والإنجاب (assisted reproductive technology) (ART)

في الدول النامية

تعتبر فرص حدوث حمل في توائم أكبرمنها في الدول المتقدمة.

كما أن نسبة حدوث حمل في التوائم طبيعيا أكبر من نسب حدوث حمل خارج الرحم في الدول النامية.

إلا أن عدد حالات الوفيات من جراء حدوث حمل خارج الرحم في الدول النامية، قد يصل إلى ١٠% من إجمالي الحالات المعروفة كحالة حمل خارج الرحم، وذلك نظرا لتدهور أحوالهم الصحية.

ويعد الحمل خارج الرحم من أهم أسباب اعتلال صحة الأم، في كثير من البلدان.

 مسببات الحمل خارج الرحم

أسباب ظهور أعراض الحمل خارج الرحم

لا توجد أسبابا واضحة لحدوث حمل خارج الرحم، إلا أن الأسباب الأساسية يمكن حصرها فيما يلي:

١-بعض الاضطرابات الهرمونية للأم.

٢-وجود بعض العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي للأم.

٣-وجود التهابات في قناتي فالوب نتيجة لأسباب جراحية سابقة.

٤-أثبتت بعض الدراسات الحديثة أن السيدات المصابات بمتلازمة تكيس المبايض المتعدد(PCOs)؛ أكثر عرضة لحدوث حمل خارج الرحم.

يجب استشارة الطبيب في حالة ظهور أعراض الحمل خارج الرحم، وإذا تأكد حدوث الحمل خارج الرحم؛ قد يتمكن الطبيب من معرفة أسباب حدوثه لتفاديها مستقبلا.

نساء أكثر عرضة لحدوث أعراض الحمل خارج الرحم

تكون المرأة أكثر عرضة لحدوث حملاً خارج الرحم إذا تعرضت لعامل أو أكثر مما يلي:

١-زيادة عمر الأم عن ٣٥سنة أو أكثر.

٢-الإجهاض المتكرر، أو إجراء جراحات سابقة في الحوض.

٣-وجود التهابات سابقة في الحوض.

٤-وجود تاريخ مرضي للإصابة بأورام في الرحم.

٥-حدوث حمل أثناء ربط البوق.

٦-وجود تاريخ عائلي لحدوث حمل خارج الرحم(مثل حدوث حمل خارج الرحم للأم، أو الجدة، أو الأخت)

٧-التدخين

٨-تعاطي بعض العقاقير التي تساعد على حدوث حمل.

٩-الإصابة ببعض الأمراض المنقولة وراثيا، كالسيلان مثلا.

١٠-الإصابة ببعض التشوهات في قناة فالوب، مما يعيق عملية وصول البويضة إلى الرحم.

في حالة إصابة الأم بأي من الأسباب السابقة، يجب استشارة الطبيب لتفادي حدوث الحمل خارج الرحم

أعراض الحمل خارج الرحم

تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم مع أعراض الحمل العادية.و الشائع من هذه الأعراض:

١-الغثيان.

٢-الشعور بآلام في الثديين.

غير أنه توجد أعراض أخرى قد تشير إلى ضرورة التدخل الطبي الفوري منها:

١-الشعور بآلام حادة في الحوض، أو البطن.

٢-الشعور بآلام شديدة على إحدى جانبي البطن.

٣-حدوث نزيف مهبلي.

إن ظهور أي من هذه الأعراض حتى في حالات الحمل الطبيعي، يستدعي استشارة الطبيب فورا

كيف يمكن تشخيص  أعراض الحمل خارج الرحم ؟

تشخيص أعراض الحمل خارج الرحم

إذا شعرت بأي من أعراض الحمل خارج الرحم السالف ذكرها، عليك استشارة الطبيب فورا.

يقوم الطبيب بعدة خطوات للتأكد من حدوث حمل خارج الرحم.

حيث أن ظهور أعراض الحمل خارج الرحم ليست كافية لإثبات حدوثه. كما أنه لا يكفي الفحص الطبي المبدئي لإثبات حدوث حملاً خارج الرحم.

تعتبر الأشعة باستخدام الموجات فوق الصوتية عبر المهبل، هي أولى خطوات التشخيص السليم.حيث تتضمن إدخال آدة خاصة تشبه القلم داخل المهبل، حتى يتأكد الطبيب من وجود كيس الحمل داخل الرحم.

على الطبيب أيضا الاستعانة ببعض التحاليل الطبية لتحديد مستوى هرمون HCG وهرمون البروچسترون.

حيث أن انعدام وجود كيس الحمل داخل الرحم، مع ارتفاع نسبة هرمون hcG خلال عدة أيام من ظهور الأعراض، ربما يعد مؤشرا لحدوث حمل خارج الرحم.

قد يؤدي تأخر التدخل الطبي إلى حدوث تمزق في قناة فالوب. مما يسبب حدوث نزيفاً داخلياً شديداً قد يتطلب جراحة طارئة.

صور التدخل الطبي في حالات الحمل خارج الرحم

يمثل الحمل خارج الرحم خطرا على الأم. كما أن حدوثه لا يمكن الجنين من التطور، أو النمو( تعرفي على مراحل تطور الجنين من هنا).

لذلك فإنه من الضروري التخلص من الجنين بأقصى سرعة، حفاظا على صحة الأم مباشرة، وحفاظا على خصوبتها على المدى البعيد.

أما عن خيارات التدخل الطبي فقد تختلف حسب موضع حدوث الحمل، ومدى تطور الجنين.ومن هذه الخيارات:

1- التدخل الدوائي

قد يصف الطبيب نوعا من الأدوية التي تمنع انفجار البويضة المخصبة خارج رحم الأم.

ومن هذه الأدوية الميثوتريكسات مثل عقار(Rheumatrex) وهو نوع من العقاقير التي تعمل على وقف نمو الخلايا سريعة الإنقسام مثل البويضة المخصبة.

إذا أعطاك الطبيب هذا العقار فيكون عادة على شكل حقن.

يسبب هذا الدواء مجموعة من الأعراض التي تتشابه مع أعراض الإجهاض مثل:

١-الشعور بتقلصات.

٢-حدوث نزيف.

لن تتمكن الأم من الحمل خلال عدة أشهر من تناول هذا الدواء.

يعتبر هذا الدواء بديلا آمنا عن الجراحة، حيث أنه لا يسبب تلفا في قناة فالوب كالذي يمكن أن يحدث في حالة الجراحة.

غالبا، حال استخدام هذا العقار لا يلزم إجراء جراحة للأم.

2- التدخل الجراحي

وفيه يقوم الأطباء بإزالة الجنين جراحيا، عن طريق إحداث شق صغير في البطن.كما يقوم الطبيب بإصلاح أي تلف وارد في قناة فالوب. وذلك بعد التخلص من الجنين.

يمكن تكرار الجراحة لإحداث شق أكبرفي البطن. وذلك في حالة فشل المحاولة الأولى.

كما قد يضطر الطبيب بإزالة قناة فالوب حال تمزقها.

دور الرعاية المنزلية للعناية بالأم

للرعاية المنزلية تأثيرا كبيرا في الحفاظ على صحة الأم، ولا سيما في حالة الجراحة.

حيث يعطي الطبيب تعليماته بخصوص الحفاظ على الجروح نظيفة، وجافة حتى تمام التعافي.

إذا ظهرت أي من العلامات الآتية على الجروح، يجب استشارة الطبيب فورا:

١-حدوث نزيف مستمر.

٢-حدوث نزيف شديد.

٣-ظهور رائحة كريهة.

٤-حدوث تورم أو احمرارمكان الجرح.

قد يحدث نزيفا مهبليا خفيفا.ومن الممكن استمراره حتى٦أسابيع. لذلك عليك مراعاة الإرشادات التالية:

١-عدم حمل أشياء ثقيلة.

٢-شرب سوائل بكميات كبيرة.

٣-يجب الامتناع عن الجماع في هذه الفترة

٤-الالتزام بالراحة قدر المستطاع خاصة في الأسبوع الأول.

عليك استشارة الطبيب إذا زاد الألم عن المعتاد.

كيفية تجنب حدوث حمل خارج الرحم

يمكن التقليل من احتمال حدوث حمل خارج الرحم عن طريق:

١-زيارة الطبيب بانتظام

٢-يعد الإقلاع عن التدخين إحدى الصور الوقائية الجيدة.

غير أنه لا يمكن ضمان عدم حدوث حمل خارج الرحم، حتى مع اتباع الإرشادات السابقة.

تأثير حدوث حمل خارج الرحم على المدى الطويل

يحدد الأطباء مدى حدوث تبعات للحمل خارج الرحم مستقبلا تبعا للآثار الناتجة عن هذا الحمل؛أي أنه يمكن للأمهات اللواتي مررن بتجربة حدوث حمل خارج الرحم أن يحملن حملا طبيعيا في المستقبل.إذا كانت قناتا فالوب بحالة جيدا.

وحتى مع إصابة إحدى قناتي فالوب وظلت الأخرى طبيعية، يمكن أن يحدث إخصابا للبويضة، ومن ثم يحدث حملا طبيعيا.

في حالة إزالة قناتي فالوب، أو إصابتهما يلجأ السيدات إلى عمليات الحقن المجهري فيما يعرف بتقنية أطفال الأنابيب، حيث يتم تخصيب البويضة معمليا، ثم يتم زرعها داخل الرحم.

هل تؤدي متلازمة تكيس المبايض المتعدد (PCOs)إلى حدوث حمل خارج الرحم؟

يعتبر مرض تكيس المبايض المتعدد مثالا للأمراض التي قد تزيد من احتمال حدوث حمل خارج الرحم لدى بعض السيدات.

متلازمة تكيس المبايض المتعدد(PCOs)

هو اضطراب هرموني، خاصة في هرمونات الذكورة (Androgens)عند المرأة، ينتج عنه ظهورتكيسات صغيرة على سطح المبايض، مما يصعب مهمة إطلاق البويضة، وبالتالي يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية، وقد يؤدي إلى تأخر الإنجاب.

ينتج عن مرض تكيس المبايض المتعدد بعض الأعراض مثل:

١-عدم انتظام الدورة الشهرية.

٢-زيادة نمو الشعر.

٣-آلام في الحوض.

وقد تصاحبه أمراضا أخرى مثل مرض السكر من النوع الثاني، وبعض أمراض القلب، وقد يؤدي إلى ظهور بعض الأورام

،كما قد يؤدي إلى تأخر الإنجاب.

غير أنه في بعض الحالات قد يؤدي مرض تكيس المبايض المتعدد إلى حدوث حمل خارج الرحم.

حيث أنه في الصين وفي دراسة عملية شملت حوالي 5339 سيدة جميعهم قابلات للإخصاب بشكل طبيعي.

205 منهن مصابات بمرض تكيس المبايض المتعدد، و 5134 غير مصابات بالمرض. عند تعقبهن في الفترة بين 2007وحتى2011

وبعد خضوعهن لعملية استثارة محدودة للمبايض؛ وجد أن النساء المصابات بمرض تكيس المبايض المتعدد أكثر عرضة من غيرهن لحدوث حمل خارج الرحم بحوالي 3,06 ضعفاً.

مما يوضح دور مرض تكيس المبايض المتعدد، في حدوث حمل خارج الرحم.

يعزو العلماء هذا الأمر نتيجة لانخفاض مستوى (Estradiol)لدى السيدات المصابات بمرض تكيس المبايض المتعدد.

بمعنى أنه عند الإصابة بمرض تكيس المبايض المتعدد، تقل نسبة هرمون (Estradiol)مما يعد سبب في زيادة احتمال حدوث حمل خارج الرحم.

وختاماً

عليك استشارة طبيبك الخاص بشكل منتظم.

كما عليك الاعتناء بنفسك، تناول أطعمة صحية، وممارسة الرياضة قدر الإمكان، لضمان الحصول على حمل صحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *