تمر المرأة في فترة الحمل بالعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، ومن تلك التغيرات التي قد تظهر هي ارتفاع ضغط الدم للحامل.
فكيف يمكنك اكتشاف الإصابة بارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر، وما هي أهم الأعراض والأسباب وطرق علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل.
ما هو ارتفاع ضغط الدم للحامل؟
هو ارتفاع في ضغط الدم، غالبًا ما يحدث في الأسبوع الـ 20 من الحمل، مع الأخذ في الاعتبار أنه عند الاعتناء الجيد بحالة الأم أثناء فترة الحمل فهو لا يُشكل خطورة كبيرة سواء على الأم أو على الجنين ويعود ضغط الدم طبيعيًا مرة أخرى بعد الولادة.
أما في حالة حدوث ارتفاع في ضغط الدم بعد مرور نصف فترة الحمل مصحوبًا بظهور بروتين في البول فقد تعاني الأم من مشكلة أخطر وهي تسمم الحمل.
أسباب ارتفاع ضغط الدم للحامل
عدة أسباب أهمها:
1- الزيادة المفرطة فى الوزن أو السمنة.
2- التدخين.
3- تناول المشروبات الكحولية.
4- عدم ممارسة الرياضة أو الأنشطة المختلفة بالشكل الكافي.
5- إن كانت السيدة حامل للمرة الأولى.
6- من لديهن تاريخ عائلي بمرض ارتفاع الضغط أثناء الحمل.
7- مرض السكري أو الأمراض المناعية.
أعراض ارتفاع ضغط الدم عند الحامل
1- قيمة ضغط الدم: 140/90 ملم زئبق أو أكثر.
2- عدم ظهور بروتين في البول، حيث أن ظهور البروتين في البول يُعد أحد أعراض تسمم الحمل وليس ارتفاع ضغط الدم للحامل.
وفي معظم الحالات يعود ضغط الدم لقيمته الطبيعية بعد الولادة بـ 12 أسبوع أو أقل.
كما يُفضل أن تستشير السيدة الحامل الطبيب على الفور في حالة ظهور أى من هذه الأعراض:
1-صداع شديد.
2- الحساسية للضوء وعدم وضوح الرؤية.
3- النوبات والتشنجات.
4- تورم الكاحل، والوجه، والجزء العلوي من الجسم عند الاستيقاظ من النوم.
5- إذا كانت الأم بحاجة إلى أى أدوية سواء الأدوية التي يمكن شراؤها بدون روشتة طبية أو الأدوية التى لا يمكن شراؤها إلا بروشتة من الطبيب.
أضرار ومخاطر ارتفاع ضغط الدم للحامل
تؤكد بعض الدراسات أن ارتفاع ضغط الدم خلال الأشهر الأولى من الحمل أو ما بين الثلث الأول والثلث الثاني من الحمل يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم للحامل (gestational hypertension) أو تسمم الحمل (preeclampsia).
كلتا الحالتين يمكن أن يتسببا في الإصابة بالسكتة أو الجلطة الدماغية، أو الولادة المبكرة، أو ولادة الجنين بوزن أقل من الطبيعي، وقد يُولد الجنين ميتًا، كما يمكن أن تتعرض الأم لبعض النوبات التي تهدد حياتها.
وفي حالة إصابة الأم بتسمم الحمل فهي تحتاج إلى البقاء بالمستشفى من أجل المتابعة، كما يمكن أن يضطر الطبيب إلى إجراء الولادة القيصرية المبكرة في بعض الأحيان.
تسمم الحمل (preeclampsia)
يُعرف أيضًا بتسمم الدم، حيث تتعرض أعضاء الجسم المختلفة لضرر كبير وخاصة المخ والكليتين، وإهمال هذه الحالة قد يؤدي إلى الوفاة، ومن أعراض تسمم الحمل:
1- انتفاخ بالوجه واليدين.
2- صداع مستمر.
3- تغيرات في الرؤية.
4- آلام بالجزء العلوى من البطن.
5- صعوبة فى التنفس.
6- القئ والغثيان.
متلازمة هيلب (Hellp)
وهى مصاحبة لتسمم الحمل، وتُصيب الكبد والدم، وأعراضها تتشابه إلى حد ما مع أعراض تسمم الحمل من قئ، وغثيان، وصداع.
وتتميز بالآتى:
– تحلل خلايا الدم.
– ارتفاع إنزيمات الكبد.
– نقص الصفائح الدموية.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم عند الحامل
يعتمد التشخيص بشكل أساسي على معدل الارتفاع في ضغط الدم، كما يطلب الطبيب بعض الفحوصات للتأكد من التشخيص:
– تحليل البول، فحوصات لتقييم وظائف الكبد والكلى، بالإضافة إلى اختبارات تخثر الدم لاستبعاد تسمم الحمل.
– تقييم درجة الاستسقاء أو الوذمة.
– قياس الوزن من حين لآخر.
علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل
يُعد كل من ميثيل دوبا (Methyldopa) ولابيتالول (labetalol) من أشهر الأدوية الآمنة التي تستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع أثناء الحمل.
1- يؤثر ميثيل دوبا (Methyldopa) على الجهاز العصبي المركزي فيمنع المخ من إرسال إشارات للأوعية الدموية، فيمنع تضييقها، وبالتالي يمنع ارتفاع ضغط الدم، كما يُعد الاختيار الأول من بين أدوية علاج الضغط المرتفع أثناء الحمل.
2- لابيتالول (labetalol) أقراص تؤخذ عن طريق الفم أو كحقنة وريدية.
3- نيفيديبين (Nifedipine) لا يستخدم بكثرة.
4- هيدرالازين (Hydralazine) يعمل على زيادة كمية الأكسجين والدم للقلب فيقلل من إجهاد عضلة القلب.
أدوية الضغط التي يحذر تناولها أثناء الحمل
بعض أدوية الضغط التقليدية قد تسبب مشاكل للحامل لأن هذه الأدوية تؤثر بالسلب على صحة الجنين مثل:
– مثبطات إنزيم محول الأنجيوتنسينAngiotensin-converting enzyme (ACE) inhibitors.
– مدرات البول (Diuretic).
– بروبرانولول (Propranolol).
بعض النصائح لتجنب ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
1- ممارسة الرياضة والأنشطة المختلفة.
2- تنظيم الأكل واتباع نظام غذائي صحي مع الطبيب.
3- تجنب التدخين والابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية.
4- ممارسة اليوجا من حين لآخر للتخلص من أى توتر أو ضغط.
هل قلة النوم أثناء الحمل مرتبطة بارتفاع الضغط ؟
كشفت بعض الدراسات الجديدة أن الحصول على قدر كبير جدًا أو قليل جدًا من النوم خلال الثلث الأول من الحمل قد يؤدي إلى زيادة احتمالية إصابة الحامل بارتفاع ضغط الدم والمضاعفات المصاحبة له فيما بعد مع تقدم شهور الحمل.
كما يظن بعض الباحثين أن معدل النوم المناسب والكافي أثناء الحمل هو 9 ساعات.
مع الأخذ فى الإعتبار أن كل هذه الأبحاث والدراسات ما زالت قائمة ولم يتم الوصول إلى نتائج نهائية فيما يخص قلة النوم أو كثرته وتأثيره على ارتفاع ضغط الدم عند الحامل.
علاج ارتفاع ضغط الدم للحامل بـ إل-أرجينين
الحمض الأميني الأرجينين (L-Arginine) موجود في اللحوم الحمراء، والدواجن، والأسماك، ومنتجات الألبان.
كما يمكن تحضيره في المعمل في صورة دواء فعال لعلاج ارتفاع ضغط الدم عند الحوامل.
جرعة إل-أرجينين أثناء الحمل:
– 4 جم يوميًا لمدة 10 – 12 أسبوع (عن طريق الفم).
– 20 جم يوميًا لأكثر من 5 أيام (بالحقن الوريدي).
وأخيرا
ننصحك عزيزتي الحامل بعدم القلق الشديد، ولكن في نفس الوقت عليكِ متابعة أي تغييرات أو أعراض صحية تطرأ عليكِ أثناء الحمل واستشارة الطبيب في وقت مبكر حتى تتجنبي الإصابة بأي مخاطر مثل ارتفاع الضغط في فترة الحمل .