تبدأ عدوى المسالك البولية في الجهاز البولي، والذي يتكون من الكليتين والحالبين والمثانة ومجرى البول، وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية هم النساء.
وقبل أن نبدأ في التحدث عن أعراض التهاب مجرى البول، علينا أولاً معرفة أسباب التهاب المسالك البولية، ومن ثم المرور بالأعراض وما تبعها.
فهيا بنا عزيزي القارئ لنعرف أكثر فيما يخص هذا الأمر.
أسباب التهاب المسالك البولية
بالرغم من أن الجهاز البولي مصمم لمنع أي كائنات مجهرية للدخول لمجرى البول، إلا أنه قد يحدث دخول البكتيريا للمسالك البولية عبر مجرى البول، وهنا تبدأ العدوى.
حيث تقوم البكتيريا بالتكاثر، وتنمو البكتيريا وتكبر وتنتقل العدوى لتصبح كاملة في المسالك البولية.
ولكن كما ذكرنا أن النساء هم الأكثر عرضة للإصابة بعدوى المسالك البولية، وعندها تحدث العدوى وتؤثر بشكل أساسي على كلاً من المثانة ومجرى البول، فكيف ذلك؟
إن التهاب المثانة يحدث عادة بسبب بكتيريا الايشيرشيا القولونية (E. Coli)، ولكن قد تؤثر بكتيريا أخرى وتكون مسؤولة عن هذا الأمر وهذا يحدث أحياناً.
وقد ذكرنا أن النساء هم الأكثر عرضة للالتهاب وذلك بسبب بنيتهن التشريحية، حيث أن المسافة تكون قريبة بين مجرى البول وفتحة الشرج، وفتحة مجرى البول إلى المثانة، وقد يؤدي الجماع لالتهاب المثانة أيضا.
أما عن التهاب مجرى البول أو ما يسمى بالتهاب الإحليل، فهو يحدث عند عبور بكتيريا الجهاز الهضمي، والتي تكون موجودة في المعدة والأمعاء.
حيث تعبر تلك البكتيريا من المسافة القصيرة الموجودة من فتحة الشرج وحتى المنشأ الخاص بالإحليل.
ومن ثمَّ فإنه بسبب المسافة القصيرة بين فتحة المهبل ومنشأ الإحليل( (والإحليل عند الفتاة هو الفتحه الموجودة فوق المهبل، وعند الصبي هو الفتحة الموجودة على طرف القضيب)، فإنه تكون هناك أمراض منتقلة بسبب عملية الإتصال الجنسي، وهي:
داء المتدثرات
داء السيلان
فيروس الهربس البسيط
وبعد أن عرفنا السبب، سننتقل لمعرفة أعراض التهاب مجرى البول.
أعراض التهاب مجرى البول
إن التهابات مجرى البول لا تسبب دائماً حدوث علامات، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر أحد هذه الأعراض :
1- تسرب كميات صغيرة ومتكررة من البول.
2- وجود رائحة نفاذة للبول.
3- عند التبول يتم الشعور بالحرق.
4- الحاجة المستمرة دائماً للتبول.
5- ألم عند النساء بشكل خاص في منطقة منتصف الحوض، وحول منطقة عظمة العانه.
ولكن إذا تكلمنا بشكل خاص عن الأعراض بحسب المنطقة التي حدثت فيها العدوى، نتكلم كالآتي:
1- إذا حدثت العدوى في الكليتين:
فإن الأعراض تكون عبارة عن قئ وغثيان وحمى مرتفعة الحرارة، وألم في جانب الظهر في الخاصرة وفي الجزء العلوي من الظهر.
2- أما في حالة حدوث العدوى في المثانة:
فتكون العدوى تبول متكرر ومؤلم وظهور دم في البول.
3- وفي حالة حدوث العدوى في الإحليل:
تكون الأعراض عبارة عن إفرازات وحرق أثناء التبول.
أعراض التهاب مجرى البول عند الرضع
إن الطفل عندما يعاني من التهاب مجرى البول، فإن الأعراض في هذه الحالة تبدو غالبا مثل التهاب المثانة أو التهاب المسالك البولية، وهذه الأعراض قد تشمل الآتي:
1- ألم وحرقه في مجرى البول أو الإحليل.
2- يكون الطفل في حاجة للتبول في كثير من الأحيان.
3- عدم الرغبة في التبول وذلك يؤدي لقيام الطفل بالتبول على نفسه دائما.
4- عدم الرغبة في الشرب، وذلك لأن الطفل سيضطر في هذه الحالة للتبول.
5- ضغط وألم أسفل البطن.
أسباب التهاب مجرى البول عند الطفل
إن التهاب مجرى البول عند الطفل يكون له أسباب معديه وغير معديه، فعند الأطفال في الغالب تكون الحالة ناتجة عن تهيج كيميائي وليس عدوى.
في كثير من الأحيان، تسبب المواد الكيميائية مثل : الصابون أو سائل الاستحمام، أو مستحضرات الجلد التي تدخل مجرى البول وهي تسبب التهيج وغالباً تختفي الأعراض في غضون 3 أيام بعد آخر تعرض.
يمكن أن يكون السبب عن طريق إصابة ومن الممكن أن تكون عرضية، أو عن طريق رد فعل تحسسي.
أسباب وأعراض التهاب مجرى البول أثناء الحمل
في حالة إذا كنتِ تعانين من التهاب مجرى البول أثناء الحمل، فيجب عليكِ معرفة السبب الأساسي في أسرع وقت، وذلك حتى لا يؤثر على الطفل.
إن الأعراض تختلف من شخص لآخر، ولكن الأعراض بشكل رئيسي تتلخص في الآتي:
1-ألم وحرقة عند التبول.
2-الحاجة للتبول كثيراً.
3-إفرازات من مجرى البول.
تحتاج أسباب التهاب مجرى البول أثناء الحمل في بعض الحالات لاهتمام كبير وعاجل، بينما بعض الحالات الأخرى قد لا تمثل أي خطر، والأسباب تشمل الآتي:
1- الإصابة
ويمكن حدوثها أثناء ممارسة الجنس.
2- التهيج
حيث أن بعض منتجات الحمام ومزيلات العرق ومنتجات منع الحمل قد تؤدي إلى تهيج مجرى البول.
3- المسح من الخلف إلى الأمام
يمكن أن يسمح ذلك للبكتيريا من المستقيم بدخول مجرى البول.
4- الالتهابات المنقولة جنسياً مثل السيلان
وهو مسؤول عن 20% من الحالات، والكلاميديا أيضاً.
ولكن ماذا إذا استمرت هذه الأعراض دون علاجها؟!
خطورة استمرار الأعراض دون علاجها
إن ترك المرض دون علاج يؤدي إلى مضاعفات، مما قد يسبب عواقب وخيمة، وبالتالي وتكمن أهم المضاعفات فيما يلي:
1- حدوث تلف بالكلى
وذلك بسبب عدوى المسالك البولية الغير معالجة، والتي تؤثر على الكلى، وتؤدي لعدوى مزمنة حادة بها، والتي قد تكون مهدة للحياة.
2- ضيق لمجرى البول
يحدث في الرجال نتيجة لتكرار الإصابة بالعدوى،
كيف يمكن الوقاية من عدوى التهاب مجرى البول ؟
إذا قمت بعمل هذه الخطوات، فإنه من الممكن أن تتجنب هذه العدوى، والخطوات كالتالي:
1- شرب الماء
شرب الماء مفيد جدا للجسم، وله دور أساسي في عملية تخفيف البول، وبالتالي عند شرب الماء، فإن هذه الخطوة تضمن لك التبول بشكل متكرر، وتعمل على خروج البكتيريا من المسالك البولية بسرعة قبل حدوث العدوى.
2- بعد الجماع قم بإفراغ المثانة بشكل مباشر، وشرب الماء كما قلنا له فائدة وهنا يساعد على خروج البكتيريا.
3- قم بالمسح من الأمام للخلف، فإن هذه الخطوة التي تقوم بها بعد التبول والتبرز تساهم في منع انتقال البكتيريا الموجودة في منطقة الشرج للمهبل أو الإحليل.
كيف يمكن وقاية الأطفال من التهاب مجرى البول؟
عليك اتباع هذه الإرشادات، وذلك لمساعدة الطفل:
1- لا تقم بغسل الأعضاء التناسلية لطفلك بقوة، وذلك حتى لا يدخل الصابون مجرى البول.
2- في حالة إذا كنت تعتقد أن حمام الفقاعات هو السبب في ذلك، فلا تقم بأي حمام فقاعات، حيث أنه لا يزال بالإمكان استخدام تجربة الاستحمام، ولكن ليس في حوض الاستحمام.
3- في حالة الالتهاب، قم بوقف أي غسول أو صابون جديد حتى يزول الالتهاب.
4- عندما يتم النقع في ماء دافئ بدون صابون، وذلك لمدة 10 دقائق، هذا يساعد على تخفيف الألم، وعلى حسب الحاجة يتم التكرار.
5- قم باستخدام الملابس الداخلية القطنية أو البيضاء.
6- قم بجعل طفلك يشرب المزيد من السوائل خلال النهار، وإذا وصف الطبيب مضادات حيوية للطفل فلا تتوقف عن استخدامها حتى يخبرك الطبيب بذلك، حتى لو شعر طفلك بتحسن.
علاجات طبيعية لالتهابات المسالك البولية
بجانب استخدام المضادات الحيوية والأدوية الأخرى، يحاول الناس التوصل لحلول طبيعية لحل هذه المشكلة، وذلك للمساعدة على تخفيف الألم.
ومن العلاجات الطبيعية لالتهابات المسالك البولية، الآتي:
1- السوائل
-كما ذكرنا أن السوائل لها تأثير كبير في هذه الحالة، لذلك فإن شرب كمية كبيرة من السوائل يؤدي للتبول كثيراً؛ ويساعد بكثرة على طرد البكتيريا من القناة البولية ويمنع العدوى.
2- عصير التوت البري
– عصير التوت البري غير المحلى له تأثير كبير في هذه الحالة، حيث أنه يعمل على منع البكتيريا من الالتصاق بالمسالك البولية، وبالتالي يمنع العدوى.
وينصح الأطباء بتناول كوب واحد من التوت يومياً، لأن هذا يعطي نتيجة أفضل بكثير من العصائر الأخرى المحلاه.
3- الثوم
-يتميز الثوم بأن له العديد من الخصائص الهامة والتي تكون مضادة للميكروبات، وبالتالي فتناول الثوم يقتل البكتيريا ويمنع نموها ويحد من انتقال العدوى للمسالك البولية.
4- فيتامين سي
فيتامين C يمكنه حماية المسالك البولية من الالتهاب، ويساعد أيضاً على زيادة حموضة البول، ومن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة منه هي الفلفل الأحمر والبرتقال والكيوي.
علاج التهابات المسالك البولية بالعسل
من العلاجات الطبيعية أيضا والمهمة جداً هي العسل، ولكن كيف ذلك؟
قامت جامعة ساوثهامبتون بعمل أبحاث، حيث وجدت أن العسل المخفف (عسل مانوكا) كما وصفت، يمكن أن يكون مفيداً في الحماية من التهاب المسالك البولية.
حيث وجدت الدراسة التي نشرت في مجلة علم الأمراض السريرية؛ أن العسل المخفف يمنع بعض البكتيريا الشائعة من تكوين طبقات لزجة يصعب إزالتها على الأسطح مثل البلاستيك.
وفي الدراسة نظر الباحثون في نوعين من البكتيريا الشائعة و E. coli التي يمكن أن تسبب التهاب المثانة والبول حتى عند التركيز المنخفض.
حيث أن محلول العسل يمنع البكتيريا من التجمع معاً وإنشاء طبقات من الأغشية الحيوية المعروفة.
وهذه الطريقة مثيرة للاهتمام، حيث علقت البروفيسور دام نيكي كولوم (الخبيرة في العناية بالجروج)، حيث قالت:
“هذا العمل من ساوثهامبتون في مرحلة مبكرة جداً، لذلك لا ينبغي أن نتحمس كثيراً، ولكنها طريقة مثيرة للاهتمام تستحق المتابعة”.
وأخيرا
ننصح من يشعر بأي من أعراض التهاب مجرى البول التي ذُكرت سابقا؛ بضرورة إجراء التحاليل المناسبة واستشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب .