أسباب مرض الكوليرا وأعراضه | صيدلية

الكوليرا مرض بكتيري انتشر في البلاد النامية بسبب نقص الموارد وعدم القدرة الكافية للوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة عامةً.

تسببه بكتيريا تُعرف بضمة الكوليرا (بالإنجليزية: (Vibrio cholerae). وباء الكوليرا من الأوبئة التي سببت وتسبب الكثير من الخسائر البشرية؛ فهناك ما يقرب من 4 ملايين حالة و143000 حالة وفاة كل عام بسبب الكوليرا.

نتعرف معا في هذا المقال على أهم أسباب مرض الكوليرا وأعراضه وطرق العلاج.

أعراض مرض الكوليرا

أعراض مرض الكوليرا

نلاحظ حدوث أعراض مرض الكوليرا خلال بضع ساعات حتى خمسة أيام من الإصابة، أعراض الكوليرا تكون خفيفة غالبًا لكن في بعض الأحيان تكوون شديدة.

يعاني واحد من كل 20 شخصًا مصابًا تقريبًا من الإسهال المائي الحاد مصحوبًا بالقيء، وهذا يمكن أن يؤدي للجفاف بسرعة.

العديد من الأشخاص المصابين الذين تظهر عليهم أعراض طفيفة أو لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن يساهموا في انتشار العدوى لأنهم يقومون بإخراج البكتيريا مع البراز لمدة قد تصل لأربعة عشر يومًا، فما زال بإمكانهم نقل العدوى عن طريق الماء الملوث.

وتشمل أعراض مرض الكوليرا :

 الإسهال

يبدأ الإسهال في مرض الكوليرا فجأةً، ويمكن أن يسبب فقدان السوائل بشكل خطير. غالبًا ما يكون الإسهال الناتج عن الكوليرا شاحب حليبي.

 الغثيان والترجيع

يحدث الترجيع غالبًا في المراحل المتقدمة من المرض ويمكن أن يستمر لساعات.

الجفاف

نتيجة لفقدان السوائل في مرض الكوليرا بشدة يحدث الجفاف، وتظهر أعراض الجفاف على المريض بشكل واضح وتتلخص فيما يلي:

  1. سرعة ضربات القلب.
  2. فقدان مرونة الجلد.
  3. جفاف الأغشية المخاطية التي تشمل الفم، الحلق، الأنف والجفون.
  4. انخفاض ضغط الدم.
  5. تشنجات في العضلات
  6. الفقدان السريع للمعادن الموجودة في الدم مما يؤدي إلى اختلال التوازن للمعادن.

اختلال التوازن للمعادن

نتيجة للجفاف يحدث فقدان سريع للمعادن الموجودة في الدم، والتي تعمل على الحفاظ على اتزان السوائل في الجسم فيما يعرف باختلال التوازن للمعادن (بالإنجليزية: Electrolyte imbalance)، وهذا الاختلال يمكن أن يؤدي إلى أعراض حادة مثل:

تشنجات العضلات

الناتجة من الفقد السريع للأملاح مثل كلوريد الصوديوم والبوتاسيوم.

الصدمة (بالإنجليزية: Shock)

عندما يحدث انخفاض في حجم الدم يحدث انخفاض في ضغط الدم مما يؤدي إلى انخفاض كمية الأكسجين.

أسباب مرض الكوليرا وعوامل الخطر

نعرض فيما يلي أهم أسباب مرض الكوليرا وعوامل خطر الإصابة بالمرض

أسباب مرض الكوليرا

مرض الكوليرا سببه نوع من البكتريا يُعرف بضمة الكوليرا، توجد عادةً هذه البكتريا في الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بعدوى الكوليرا، والمصادر الشائعة للعدوى تشمل:

  • إمدادات المياه الملوثة.
  • الثلج المصنوع من المياه الملوثة.
  • المشروبات الملوثة.
  • الخضراوات أو الحبوب التي سُقيت بماء ملوث بفضلات بشرية.
  • الأسماك والمأكولات البحرية الغير مطبوخة جيدًا أو نيئة، التي تم صيدها من ماء ملوث بمياه الصرف.

عندما يتغذى الإنسان على طعام أو ماء ملوث بضمة الكوليرا تفرز البكتريا سم في الأمعاء ينتج عنه إسهال شديد. ويجب الانتباه أنه ليس من المحتمل أن تصاب بالكوليرا لمجرد الاتصال العارض بشخص مصاب.

عوامل خطر مرض الكوليرا

كل شخص معرض للإصابة بالكوليرا باستثناء الأطفال؛ الذين يحصلون على المناعة من الأمهات المرضعات اللاّتي سبق لهن الإصابة بمرض الكوليرا.

هناك بعض العوامل التي تجعل الإنسان أكثر عرضةً للإصابة بالكوليرا أو أن يكون لديه أعراض شديدة، وعوامل الخطر تشمل:

الظروف الصحية السيئة

تكثر الكوليرا في هذه الظروف بما في ذلك مخيمات اللاجئين، الدول الفقيرة، المجاعات، الحروب أو الكوارث الطبيعية حيث يصعب الحفاظ على بيئة صحية جيدة.

وجود شخص مصاب بالعدوى على مقربة منك

الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من حمض المعدة أو منعدم عندهم -مثل الأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة، حاصرات H-2 ومثبطات مضخة البروتون- أكثر عرضةً للإصابة بمرض الكوليرا.

حيث أن بكتريا الكوليرا لا تستطيع البقاء في البيئة الحمضية.

الأشخاص أصحاب فصيلة الدم O

أشارت بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص من أصحاب فصيلة الدم O أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالكوليرا

مضاعفات الكوليرا

الكوليرا قد تصبح قاتلة؛ الفقد السريع للسوائل والمعادن ممكن أن يؤدي للوفاة خلال ساعات. في أقل المواقف خطورة الأُناس الذين لم يتلقوا علاج يمكن أن يموتوا من الجفاف والصدمة خلال ساعات أو يوم من ظهور أعراض الكوليرا.

هناك مشاكل أخرى يمكن أن تحدث بخلاف الجفاف والصدمة -اللذان يمثلان أسوأ المضاعفات للمرض- مثل:

انخفاض مستوى السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)

عندما يصبح الإنسان مريض للغاية ولا يستطيع تناول الطعام قد يحدث انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم، الأطفال هم الأكثر عرضةً لهذه المضاعفة والتي يمكن أن تسبب نوبات وفقدان الوعي وحتى الموت.

انخفاض مستويات البوتاسيوم

الكوليرا تسبب فقد شديد للمعادن في براز المصابين ومنها البوتاسيوم، انخفاض مستويات البوتاسيوم يؤثر على القلب والأعصاب مما يهدد حياة المريض.

الفشل الكلوي

عندما تفقد الكلى قدرتها على الترشيح تتراكم السوائل، المعادن والفضلات في الجسم مما يهدد حياة المصاب.

تشخيص الكوليرا

أعراض الكوليرا يمكن أن تكون واضحة في المناطق التي ينتشر بها الوباء ولكن لتأكيد تشخيص الكوليرا يجب تحديد نوع البكتريا عن طريق عينة البراز، مما يساعد على خفض معدلات الوفاة والسيطرة على انتشار المرض.

ما هو علاج الكوليرا؟

يتطلب مرض الكوليرا العلاج بسرعة حيث من الممكن أن تحدث الوفاة خلال ساعات وعلاج الكوليرا يكون كالتالي:

معالجة الجفاف

تعويض المفقود من السوائل والمعادن عن طريق محلول ملحي فموي. المحلول متاح كمسحوق يمكن تجهيزه بالماء المغلي أو المعبأ في الزجاجات. بدون معالجة الجفاف أكثر من نصف المصابين يموتون، بالعلاج ينخفض معدل الوفيات إلى أقل من 1%.

السوائل الوريدية

الحالات الحادة من الجفاف تحتاج للسوائل الوريدية.

المضادات الحيوية

ليست جانب ضروري في علاج الكوليرا ولكن بعض المضادات الحيوية ممكن أن تقلل من الإسهال المصاحب للكوليرا وتقصر مدته في حالات المرض الشديدة.

مكملات الزنك

أظهرت الأبحاث أن الزنك يمكن أن يقلل من الإسهال ويقصر مدته في الأطفال المصابين بالكوليرا.

الوقاية من الكوليرا

في حالة السفر لمناطق تعاني من وباء الكوليرا، يمكن أن تقلل من خطورة الإصابة بالمرض باتباع الاحتياطات الآتية:

  • اغسل يدك بالماء والصابون باستمرار خصوصًا بعد استخدام الحمام أو قبل حمل الطعام. افرك يدك بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة على الأقل قبل شطفها، وفي حالة عدم توافر الماء والصابون استخدم معقم اليدين المحتوي على الكحول.
  • اشرب الماء النظيف الصالح للشرب فقط كالماء المعبأ في الزجاجات والماء المغلي، واستخدمه في كل شيء حتى تنظيف أسنانك.
  • المشروبات الساخنة آمنة عامةً كالمشروبات المعلبة أو المعبأة، لكن امسح سطحها الخارجي قبل فتحها، ولا تضيف لها الثلج إلا إذا صنعته بنفسك باستخدام ماء صالح للشرب.
  • التزم بالأكل الطازج والساخن وتجنب أكل الشارع قدر استطاعتك، تجنب السوشي وكذلك الأسماك النيئة أو الغير مطهوة جيدًا.
  • تناول الفواكه والخضراوات التي يمكنك تقشيرها بنفسك مثل الموز والبرتقال، ابتعد عن السلطات والفاكهة التي لا يمكن تقشيرها العنب والتوت.

يتم علاج الكوليرا بسهولة حيث يمكن محاولة علاج الجفاف الشديد بمحلول الجفاف البسيط وغير المكلف، وبالالتزام بضوابط الوقاية ونشر الوعي بأسباب مرض الكوليرا وأعراضه في الأماكن المصابة يقل معدل الإصابة والوفيات ونتجنب الكثير من مضاعفات الكوليرا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *