هل تعاني من أعراض مرضية لا تعرف سببها؟
هل تشكو من الوهن، الضعف، قلة النشاط، تساقط الشعر. ولا يوجد سبب واضح لهذه الأعراض؟
إذا كنت تعاني من تلك الأعراض، فهناك احتمال أنك تعاني من نقص فيتامين د في الجسم .
فما هو فيتامين د؟ وما هي أهميته للجسم؟ وما هي أسباب نقص فيتامين د في الجسم؟ وهل زيادة نسبة فيتامين د مفيدة؟
ما هو فيتامين د وما هي أهميته ؟
هو واحد من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين أ، وفيتامين ه، وفيتامين ك.
دور فيتامين د في الجسم
يعمل فيتامين د على الحفاظ على العظام والأسنان بحالة صحية قوية، فهو المسؤول عن امتصاص الكالسيوم من المعدة وتثبيته في العظام، كما يحافظ على مستويات الكالسيوم والفوسفات في الدم.
يتحكم أيضا في إفراز هرمون الغدة جار درقية (parathyroid)، وهو الهرمون المسؤول عن تحرير الكالسيوم من العظام في حالة نقص الكالسيوم، مما يتسبب في ضعف العظام.
يوجد لفيتامين د أيضا أدوار مهمة قد لا تعرفها مثل
- يعمل على تعزيز جهاز المناعة والجهاز العصبي.
- أشارت دراسات حديثة إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين د ومرض السكري، وأنه له القدرة على تحسين استجابة الجسم للأنسولين، وبالتالي ضبط مستوى السكر في الدم.
- يعمل على الحفاظ على صحة القلب، والأوعية الدموية، وضغط الدم.
- وجدت أبحاث تشير إلى قدرته على المساعدة في تثبيط نمو الخلايا السرطانية، و الوقاية من أورام الثدي، والبروستاتا، والقولون.
- أشارت أبحاث إلى وجود علاقة بين نقص فيتامين د ومرض الاكتئاب، حيث تحسنت الأعراض لدى مرضى الاكتئاب؛ عندما تم إعطائهم جرعات منه.
مصادر وأنواع فيتامين د
المصادر
1- يُعد تعرض الجلد لأشعة الشمس؛ من أهم مصادر الحصول على فيتامين د ، حيث يصنع داخل الجسم؛ عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس المباشرة.
2- يوجد في بعض الأطعمة القليلة مثل سمك السلمون، والسردين، والتونة، وزيت كبد الحوت، وصفار البيض، والكبدة البقري، والمشروم، والأطعمة المدعمة بفيتامين د كاللبن، والشوفان.
الأنواع
يوجد نوعين أساسيين:
1- فيتامين ergocalciferol D2: يوجد في المصادر النباتية مثل المشروم.
2- فيتامين cholecalciferol D3: يوجد في الأسماك، والمصادر الحيوانية، ويصنع في الجسم عند التعرض للشمس. يتميز بفعاليته وقدرته على رفع المستويات في الدم أكثر من D2.
يُفعل النوعين في الجسم على مرحلتين، الأولى في الكبد لمادة calcidiol (وهو المستخدم لقياس مستوى فيتامين د في الدم) والثانية في الكلى لمادة calcitriol وهو فيتامين د الفعال داخل الجسم.
نقص فيتامين د
يُعد نقص فيتامين د شائع جدا في الأطفال، والبالغين، وكبار السن. فما هي أهم أسباب نقص فيتامين د ، والأعراض، وكيفية العلاج.
يتسبب نقص فيتامين د في مرض الكساح أو “rickets” في الأطفال، وهشاشة العظام أو “osteoporosis” في كبار السن.
أسباب نقص فيتامين د
بمعرفة أسباب نقص فيتامين د ، يمكن تفادي حدوث ذلك النقص. ومن أهم أسباب نقص فيتامين د في الجسم:
1- قلة التعرض للشمس، وعدم تناول الأغذية الغنية بفيتامين د.
2- الإصابة ببعض الأمراض التي تؤثر على قدرة المعدة على امتصاص الدهون، مثل داء كرون، والداء الزلاقي، والتليف الكيسي، والقولون التقرحي.
3- الجراحات التي يُستأصل فيها جزء من المعدة أو الأمعاء.
4- مرض الكلى أو الكبد المزمن.
5- تناول بعض العقاقير مثل بعض أدوية الصرع (phenytoin)، و الكورتيزون، ومضادات الفطريات، وعقار orlistat لإنقاص الوزن.
الأعراض
قد تعاني من نقص فيتامين د؛ وأنت لا تعرف، وذلك لأن الأعراض ليست محددة ومن ضمنها:
1- كثرة الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي مثل أدوار البرد والأنفلونزا.
2- التعب والإرهاق المزمن.
3- آلام العظام وأسفل الظهر وآلام في العضلات.
4- صعوبة التئام الجروح.
انخفاض كثافة العظام (bone mineral density)، بسبب فقدان الكالسيوم من العظام، خاصة عند كبار السن.
5- زيادة تساقط الشعر.
التشخيص
إذا كنت تعاني من تلك الأعراض، أو يوجد لديك أياً من الأسباب السابق ذكرها، فأنت مهدد بالإصابة بنقص فيتامين د، وتُشخص عن طريق إجراء تحليل “25- hydroxyvitamin D” في الدم.
يتراوح المستوى الجيد من ٢٠ إلى ٥٠ نانوجرام لكل ملليتر. إذا كان أقل من ٢٠ نانوجرام لكل ملليتر، فهو غير كافي لصحة العظام. و يشخص نقص فيتامين د عندما يكون المستوى أقل من ١٢ نانوجرام لكل ملليتر.
الفئات الأكثر عرضة لحدوث نقص فيتامين د
1- الأطفال الرضع؛ وذلك لأن لبن الأم يحتوي على كميات قليلة من فيتامين د.
2- كبار السن، لبقائهم في المنزل مدة طويلة، وعدم التعرض للشمس، وضعف قدرة الجسم على التصنيع، بالإضافة إلى ضعف كفاءة الكلى، مع التقدم في العمر.
3- أصحاب البشرة الداكنة.
4- أصحاب السمنة المفرطة.
الحمل و نقص فيتامين د
يجب الحفاظ على مستويات جيدة من فيتامين د في فترة الحمل، وذلك لأهميته لبناء عظام الجنين، وحمايته من الإصابة بمرض الكساح عند الولادة.
وكذلك لحماية الأم؛ من مضاعفات قد تحدث في أواخر الحمل، مثل تسمم الحمل.
الوقاية
1- يمكنك أن تحمي نفسك من الإصابة بنقص فيتامين دي عن طريق التعرض للشمس، وتناول غذاء غني بفيتامين د.
2- يُنصح للرضع والأطفال بأخذ 400 وحدة يوميا للوقاية، لأن لبن الأم لا يكفي كما ذكرنا مسبقا.
3- يُنصح للبالغين والحوامل بأخذ 600 وحدة يوميا للوقاية.
العلاج
تعتمد الجرعة على مستوى فيتامين د في الدم، وتختلف إذا كان الشخص مصاب بأمراض تمنع امتصاص أو تفعيل فيتامين د داخل الجسم كما ذكر مسبقا.
تُعدل الجرعة للوصول إلى المستوى المطلوب في الدم بعد ثلاث شهور من بداية العلاج. تؤخذ جرعة الوقاية عند الوصول لمستوى ٣٠ نانوجرام لكل ملليتر.
الآثار الجانبية لتناول فيتامين د
لا يوجد آثار جانبية لفيتامين د إلا إذا وصل لمستويات أعلى من ١٠٠ نانوجرام لكل ملليتر في الدم. حيث قد يؤدي ذلك إلى زيادة كبيرة في مستوى الكالسيوم، مما يؤثر سلبياً على القلب، والأوعية الدموية، والكلى.
يُنصح بعدم تناول أكثر من ٤٠٠٠ وحدة للبالغين، كما هو موضح بجدول جرعات الحد الأقصى المسموح.
الآثار الجانبية المحتملة لزيادة فيتامين د
1- قيء وغثيان.
2- إمساك و فقدان الشهية
3- خفقان بالقلب
4- فشل كلوي أو حصاوي الكلى
5- صعوبة في التركيز
تسبب بعض الأدوية زيادة الكالسيوم في الدم، مثل بعض أدوية الضغط كمدرات البول (thiazide diuretics)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (calcium channel blockers) مثل “verapamil” و “diltiazem”. لذلك عليك متابعة مستوى الكالسيوم في الدم، إذا كنت تأخذ تلك الأدوية مع فيتامين د.
نقص فيتامين د وفيروس الكورونا المستجد
لا توجد حاليا أدلة علمية كافية أن فيتامين د قد يقي أو يعالج فيروس كورونا، ولكن يجب الحفاظ على مستويات طبيعية منه في الجسم، لما له من أهمية لكفاءة جهاز المناعة وضبط ضغط الدم والسكر.
من المهم ألا تزيد الجرعة عن 4000 وحدة يوميا أو 100 ميكروجرام يوميا.
وأخيرا
من الضروري إجراء اختبارات معملية دورية، لمتابعة مستوى الفيتامينات في الجسم بشكل عام. وذلك لأن نقص تلك الفيتامينات في الجسم يؤثر سلبياً على جميع وظائف وأجهزة الجسم.
و يجب عدم استخدام المكملات الغذائية المحتوية على الفيتامينات، بدون استشارة الطبيب، وبدون إجراء التحاليل اللازمة. لأن زيادة نسبة الفيتامينات في الجسم عن معدلها الطبيعي يؤثر أيضا تأثيراً سلبيا على الجسم.
وفي حالة أظهرت التحاليل نقص في فيتامين معين، ونصح الطبيب باستخدام تلك المكملات، فيجب متابعة مستوى الفيتامينات في الجسم، بعد فترة من تناول المكملات، حتى لا ترتفع نسبة الفيتامينات في الجسم بشكل مفرط يضر بالصحة.