تاريخ علم الصيدلة ا نشأته وتطوره وأشهر علماء الصيدلة على مر العصور

علم الصيدلة هو علم قديم بقدم تاريخ البشرية، فقد اعتمد الإنسان القديم على ما تقدمه له الطبيعية؛ في توفير احتياجاته الأساسية مثل الغذاء والملبس والطاقة وكذلك الدواء.

وبدأ تاريخ علم الصيدلة؛ بملاحظة الإنسان الأول تأثير تناول بعض الأعشاب على الحيوانات، حيث لاحظ الإنسان أن بعض الحيوانات كانت تلجأ للأعشاب؛ عندما تشعر بتعب وكانت تهدأ وتشفى بعد تناولها لتلك الأعشاب.

وقد عثر على حفريات لنباتات ذات خواص طبية؛ تدل على استخدام الإنسان القديم للنباتات؛ كعلاج منذ 50,000 عام قبل الميلاد، ويوجد في المتحف البريطاني أول وصفة طبية موثقة؛ يرجع تاريخها لعام 3700 قبل الميلاد.

وعرف المصريون القدماء علم الصيدلة والتداوي بالأعشاب والنباتات الطبية، وتوجد ما تعرف ببردية الكاهون kahun papyrus، وهي عبارة عن مجموعة من النصوص المصرية القديمة؛ التي كتبت باللغة الهيراطيقة المصرية.

وكانت عبارة عن مجموعة من الوصفات الطبية؛ تناولت علاج العديد من الأمراض وخاصة أمراض الجهاز البولي، وأمراض الدم ومشاكل الشعر وعلاج اللدغات.

البردية موجودة على هيئة لفافة طولها 22 ياردة وعرضها 12 إنش، وهي بمثابة كتاب في الوصفات، وعلم الأدوية، وذكر بهذه البردية أكثر من 700 عقار منهم ما هو معروف حاليا، مثل زيت الخروع، والخل، والخميرة، والتربنتين،؛ ومنها ما هو غير معروف .

وبالإضافة للمنتجات النباتية فقد ذكر في البردية العديد من المواد الأخرى؛ التي استخدمت في العلاج كالمعادن مثل الحديد، الرصاص، البيتمون، الماغنيسيا، النحاس، السلفات والأملاح وغيرها، وأيضا استخدمت بعض الأحجار الكريمة؛ مثل الزمرد والياقوت الأزرق .

اقرأ أيضا: معلومات لا تعرفها عن جائزة نوبل

علم الصيدلة ورمز الRX

نجد هذا الرمز موجودا في بداية الوصفات الطبية المكتوبة (الروشتة)، وهو رمز قديم قيل أنه مشتق من الرمز المصري القديم رمز عين حورس؛ والذي كان يرمز للحماية، القوة الملكية، والصحة الجيدة، وقيل أنه مشتق من رمز جوبيتر ( إله الشفاء عند الرومان).

وقيل أيضا أن هذا الرمز مشتق من الفعل اللاتيني recipere؛ والذي يعني (تناول هذا)، ومنه اشتقت الكلمة الإنجليزية recipe؛ والتي تعني وصفة وتحتوي على قائمة من المكونات والتعليمات لصنع وصفة ما؛ سواء وصفة طعام أو وصفة طبية.

شعار الصيدلة الكأس والثعبان

تتخذ الصيدليات شعارا خاصا يميزها وهو الثعبان الملتف حول الكأس … فما أصل هذا الشعار ولماذا استُخدِم؟

يرجع هذا الشعار للحضارة الإغريقية حيث يشير إلى إله الطب عند الإغريق والذي كان يعرف باسم ( اسكليبيوس) وهو ابن الإله أبوللو .

كان اسكليبيوس يهتم بالتطبيب وعلاج الأمراض،  وكان يعتقد بوجود عشبة قادرة على إحياء الموتى.

وفي رحلته للبحث عن تلك العشبة وجد ثعبانا ميتا، ووجد ثعبانا آخر يحمل في فمه عشبة ويضعها في فم الثعبان الميت فتعود له الحياة.

ومن هنا عرف اسكليبيوس تلك العشبة واستخدمها، وكان هذا سببا في اتخاذ الثعبان رمزا للصيدلة وعلاج الأمراض. أما الكأس فهو الوعاء المستخدم في تناول الدواء.

وقيل أن سبب اختيار الثعبان هو أن سم الثعبان قاتل ولكن في نفس الوقت يمكن استخلاص مكونات لها القدرة على الشفاء من هذا السم، وكذلك الدواء فهو يشفي من الأمراض ولكنه قد يكون ضار جدا في حالة الاستخدام الخاطئ.

تاريخ علم الصيدلة في مصر القديمة

حرص المصريون القدماء على تحنيط جثث موتاهم، وبفحص هذه المومياوات؛ استطاع العلماء الوقوف على بعض الأمراض مثل:

الالتهاب العظمي المفصلي، النقرس، التهاب النتوء الحلمي، التهاب الزائدة الدودية، التصاق الجمجمة بأعلى العامود الفقري .

وقد عثر على العديد من البرديات؛ التي تحتوي على العديد من الوصفات الطبية الخاصة بعدة أمراض؛ مثل أمراض النساء، فقد استطاعوا تشخيص قدرة التناسل عند المرأة وجنس الطفل.

وكذلك هناك وصفات لأمراض العيون، والحروق، وكانت هناك برديات تحتوي على وصفات للأمراض التي تصيب كل أعضاء الجسم.

وذكر هيرودوت أن المصريين كانوا يتعاطون المسهلات في وقت معين كل شهر؛ لأنهم كانوا يعتقدون في أهمية خروج الفضلات من الأمعاء؛ للحفاظ على الجسم من الأمراض.

وقد استخدموا لذلك الملح، واللبن، والمر، والتقاوي، ولبن الأتان، وورق السنط، وورق الخروع.

واستخدم المصريون أشكال عديدة من العقاقير على هيئة المراهم، والدهانات، والحبوب، والقطرات، والأشربة، واللبخ، والبخور، والحقن الشرجية.

واستخدم الأطباء منقوع النباتات أو مغلياتها، وكذلك اعتنوا عناية خاصة بمستحضرات الزينة المستعملة لإطالة الشعر، وتحسين البشرة، وتجديد الجلد، وتزكية رائحة الفم.

وكان أمحوتب من أشهر علماء مصر القديمة في الطب والصيدلة .

 علم الصيدلة عند اليونانيين

كان لليونانيين دور هام في تطور علم الصيدلة؛ عن طريق خطوتين هامتين:

فقد بدءوا أولا بالبحث عن الأسباب الطبيعية لحدوث المرض، وثانيا أنتجوا أول وصفة طبية معروفة للأمراض والأوبئة، وظهر العديد من العلماء اليونانيين الذين برعوا في الطب والصيدلة.

أبقراط

العالم اليوناني أبقراط

من أبرز العلماء الذين كانت لهم إسهامات في علم الصيدلة والدواء كان العالم أبقراط؛ والذي أطلق عليه العرب لقب أبو الطب، وهو صاحب القسم الطبي الذي يوجد حتى الآن.

وكانت له العديد من المؤلفات في وصف الأمراض المختلفة، وقد استعان في بعض وصفاته التي ذكرها ببعض المواد التي كان يستخدمها المصريون القدماء في العلاج.

وكان يوجد في اليونان قبل أبقراط وحتى بعد وفاته؛ أشخاص يختصون بالأعشاب الطبية، يجمعوها، ويخزنوها، ويبيعوها، وكانوا يلقبون بالعشابين.

وكانوا أحيانا كثيرة يعالجون المرضى بأنفسهم، وقد استمروا في تجارتهم أثناء انتشار المدرسة الأبقراطية وبعدها.

ديسقوريدس

أول من اختص بالأعشاب الطبية، وهو طبيب يوناني ألف كتاب (الحشائش)، وجمع فيه كل ما ورد من مؤلفات الأطباء؛ الذين سبقوه عن المواد الطبية.

وكان كتابه المرجع الأساسي للمفردات الطبية لأجيال عديدة، وقد درس كتابه العديد من العلماء مثل جالينوس، وابن سينا، وداوود الأنطاكي.

ويشتمل كتابه على حوالي 600 عشبة، وعددا من الأدوية التي تعتمد على المعادن، والزيوت، والأدهان التي لها فوائد طبية.

وتَرجم كتابه إلى العربية في العصر العباسي في عهد الخليفة جعفر المتوكل.

وقد وصف في كتابه المواد الطبية وصفا دقيقا، وكان أول من أشار إلى طريقة الاختبار الكيماوي بالطريقة الرطبة wet method .

وقد اشتمل كتابه على خمس مقالات تضمنت ما يلي:

المقالة الأولى

ذكر فيها الأدوية العطرة aromatic، والأدهان oil ointments، والصموغ  resins، والدموع tears or gums of trees، والأشجار الكبيرة trees .

المقالة الثانية

ذكر فيها الحيوان ورطوبات الحيوان: مثل العسل، واللبن، والشحم، والحبوب، والبقول، المأكولة، والبقول،، الحريفة.

المقالة الثالثة

ذكر فيها أصول النبات roots، وعصاراتها juices، والنبات herbs، والبذور seeds.

المقالة الرابعة

ذكر فيها الأدوية المعتمدة على الحشائش؛ سواء الباردة أو الحارة أو حشائش نافعة من السموم.

المقالة الخامسة

ذكر فيها الكرم vine، والأشربة wines، والأدوية المعدنية  metallic stones.

جالينوس

ولد في آسيا الصغرى بعد أبقراط بخمسة قرون، وسار على أثره وفسر أهم كتبه.

وأبدى جالينوس اهتماما كبيرا بالفحص الإكلينيكي وبالتجارب العلمية، فكان من أوائل الأطباء الذين أجروا اختبارات لفحص طريقة عمل بعض الأعضاء، مثل الكلى، واختبارات لمعرفة صلة الحبل الشوكي بحركات الجسم.

وكذلك طريقة التنفس ونبض القلب، وقد أثبت أن الشرايين تحتوي على الدم وتنقله بداخل الجسم، واقترح أيضا تفسيرا فسيولوجيا للأحلام.

أهم إسهاماته في علم الصيدلة

أما بالنسبة لعلم الصيدلة؛ فقد قسم الأدوية لثلاثة أقسام بحسب المواد التي تحتويها الباردة، والحارة، واليابسة، والرطبة.

وقد سمى الأدوية ذات التأثير الواحد بالأدوية البسيطة، أما الأدوية التي لها أكثر من تأثير سماها بالأدوية المركبة.

وكان يحضر الأدوية بنفسه، واستخدم مصادر مختلفة لتحضير الأدوية مثل النباتات، والمواد الحيوانية، والمعادن.

وقد بلغ عدد مؤلفاته 400 مؤلفا؛ وصلنا منها 83 كتابا له (ومنها كتاب التشريح الكبير الذي كان من أهم مؤلفاته)، و15 تفسير لكتب أبقراط.

 علم الصيدلة عند العرب

تطور علم الصيدلة عن العرب بداية من العصر الأموي على يد الأمير الأموي خالد بن معاوية، مرورا بالعصر العباسي حيث تم اكتشاف عناصر جديدة، وتطورت طرق صناعة الدواء، ونبغ العديد من علماء العرب في الطب والصيدلة، وكان من أشهرهم.

حنين ابن اسحق

ولد بالعراق وكان يشتغل بالصيدلة، ترجم العديد من المخطوطات اليونانية في الطب، والفلسفة للعربية وترجم العديد من كتب جالينوس للعربية والسريانية، وراجع العديد من الترجمات الأخرى.

ونقل العديد من كتب أبقراط للعربية مثل كتاب الفصول، وكتاب الكسر، وكتاب الخلع، وكتاب في القروح وجراحات الرأس، وغيرها من الكتب .

ولم يكن مترجما للكتب الطبية، فقط بل كان أيضا يعالج الأمراض مثل أمراض العين، وله العديد من المؤلفات.

وألف أكثر من مائة كتاب في مختلف فروع الطب، ومنها كتاب العشر مقالات في العين؛ التي ذكر فيها كل شئ عن تركيب العين، والعصب البصري، وأمراض العين.

وذكر في الكتاب أيضا جميع الأدوية عامة، وأنواع الأدوية المستخدمة لأمراض العين خاصة.

وبين أن منها ماهو من النبات (أصماغ، أو أوراق، أو أخشاب، أو القشور، وغيرها)، ومنها من المعادن (مثل الإثمد، الملح، النحاس، الرصاص، وغيرها)  أو الحيوان (كالمرارة، اللبن، بياض البيض، والقرون، وغيرها).

وتحدث عن الأدوية البسيطة والمركبة، وشرح مراهم العين وتحضيرها.

وللأسف فقد فقدت العديد من مؤلفات حنين، وبعضها يوجد في أوروبا ولم ينشر بعد.

وقد قيل عن حنين أنه أقوى شخصية أنجبها القرن التاسع، وأنه من أشد رجال التاريخ ذكاء وأحسنهم خلقا، وأنه إن لم يكن باعث النهضة في الشرق؛ إلا أن أحدا لم يشارك في تلك النهضة مشاركة فعالة وراسخة ومثمرة كما فعل حنين.

أبو بكر الرازي

هو أبو بكر محمد زكريا الرازي الملقب بجالينوس العرب، ولد عام 864 م في إيران، وقيل عنه أنه كان ذكيا، فطنا، رءوفا بالمرضى، مجتهدا بعلاجهم بكل وجه يقدر عليه، وكان دائم البحث والقراءة، ودائم التردد على المستشفيات، والتحدث مع كبار أطبائها وصيادلتها.

أهم أقواله عن الطب

وكان من أقواله عن الطب( الحقيقة في الطب غاية لا تدرك، والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر).

وقال أيضا (العمر يقصر عن الوقوف على فعل كل نبات في الأرض، فعليك بالأشهر مما أجمع عليه ودع الشاذ، واقتصر على ما جربت)

وقال( ينبغي على الطبيب أن يوهم المريض أبدا بالصحة ويرجيه بها، وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس)

ومن أطرف ما قال( من تطبب عند كثيرين من الأطباء؛ يوشك أن يقع في خطأ كل واحد منهم)

وقال (إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية؛ فقد وافق السعادة) وهذا يتماشى مع المقولة التي تدرس في كليات الصيدلة؛ أن الدواء سم قد يفيد؛ فلا يجب أخذه إلا في الحالات التي تتطلبه فعلا.

أهم مؤلفاته

وقد ألف الرازي العديد من الكتب في الطب، وفي العديد من المجالات الأخرى، وكان من أهم مؤلفاته كتاب (الحاوي).

والذي يعد أضخم مجموعة طبية عند العرب، ويتكون من 24 جزء، وقد ترجم لعدة لغات، ولكن للأسف لا توجد نسخة كاملة منه، وتوجد أجزاء منه مبعثرة في مكتبات أوروبا.

وقد ذكر في كتابه الحاوي تشخيصا دقيقا للحالات المرضية التي عالجها، والأعراض التي كانت لديهم ،ووصف الدواء الذي عالجهم به، وألف أيضا كتاب في الحصبة، والجدري وكان أول كتاب من نوعه في هذا الموضوع.

وقيل عن هذا الكتاب أنه أنفس الكتب الطبية التي صنفها العرب، وله في تاريخ علم الأوبئة أعظم منزلة؛ من حيث أنه أقدم بحث عن الجدري.

وألف كتاب منافع الأغذية؛ والذي شرح فيه كل ما يتصل بمنافع وأضرار المواد الغذائية، والمشروبات، مثل اللحوم، والماء، سواء البارد أو الدافئ أو الثلج، والأسماك، والخبز، والبقول والألبان والأشربة المسكرة وغير المسكرة وغيرها من أصناف الأغذية المختلفة.

وله أيضا كتاب (سر الأسرار) في العقاقير الكيميائية، والذي اشتمل على أنواع العقاقير النباتية والحيوانية والترابية.

وتحدث أيضا في الكتاب عن الأدوات، والآلات المستخدمة في تحضير العقاقير.

والجزء الثالث من الكتاب يتحدث عن العمليات المستخدمة في تحضير العقاقير، كالتقطير، والتنقية، والطبخ، والتصعيد، والتشميع، والحل، والتحليل، والتكليس، وغيرها من العمليات المختلفة

وقد قيل عن الرازي أنه واحدا من أعظم الباحثين وراء المعرفة؛ الذين عرفهم التاريخ، وأنه بقي بلا ند ولا شبيه؛ حتى ظهور العلم الحديث في أوروبا على يد (جاليليو) و (روبرت بيل).

علي ابن عباس المجوسي

ألف الكتاب الشهير(كامل الصناعة في الطب)؛ والذي كان يتألف من جزأين:

الجزء النظري وكان يحوي عشر مقالات عن الطب بوجه عام وعهد أبقراط وتشريح الأعضاء، وتحدث أيضا عن الأمراض، وأسبابها، وأعراضها، والعلامات المنذرة بحدوث المرض.

كما تناول في كتابه تأثير العوامل المختلفة على صحة الإنسان كالطعام، والشراب، والهواء، والرياضة، والنوم، والجماع، والاستحمام، والأعراض النفسية.

أما القسم الثاني؛ فهو القسم العملي فكان يضم أيضا عشر مقالات؛ تتحدث عن الأدوية، والعلاجات المستخدمة في العديد من الأمراض، وفي المقالة العاشرة تحدث عن الأدوية المركبة، والمعجونات بشكل من التفصيل.

وتحدث عن كيفية تحليل الدواء ومعرفة تأثيره، وفحص لونه وطعمه ورائحته.وتكلم عن الأصناف المختلفة للدواء مثل الأقراص والأشربة والأدهان والأضمدة وغيرها.

 ابن سينا

كان عالما متميزا في الطب والفلسفة، وكان نابغا منذ صغره، حتى أنه بدأ دراسة الطب وهو في الثانية عشر من عمره، وبدأ بعلاج المرضى في عمر السادسة عشر.

وألف كتاب (القانون) في الطب؛ الذي كان بمثابة أكبر موسوعة طبية وصلت إلينا من القرون الوسطى.

وكان الكتاب يتكون من خمسة أجزاء، تناول فيها الحديث عن الطب بوجه عام، ثم شرح الأمراض التي تصيب كل عضو في الجسم؛ من الرأس وحتى القدم.

والأمراض التي تؤثر على الجسم كله مثل الحمى، وشرح الأورام، والكسور، والجزام، وتحدث أيضا عن التجميل.

وتناول في هذا الكتاب أيضا الحديث عن الأدوية، وصفاتها، ومفعولها، وطريقة الحفظ، وتناول الحديث عن الأدوية البسيطة، والأدوية المركبة وطريقة تصنيعها.

ولم يقتصر علم ابن سينا على تأليف الكتب الطبية، فقد استطاع بتجاربه التمييز بين التهاب المنصف الصدري أو الحزيم mediastinitis، وبين التهاب البلورا pleurisy ، واكتشف الطبيعة المعدية للسل، ونشر الأوبئة بالماء والأرض، وكذلك تحقق بطريقة تجريبية قوة الثوم ضد سم الحية.

ابن ميمون

لم يكن للطب والصيدلة  أهمية في سوريا حتى القرن الحادي عشر حينما شجع صلاح الدين الأيوبي وخلفاؤه الأطباء، وبنى صلاح الدين المستشفي الناصري في القاهرة وأسس نور الدين المستشفى النوري بدمشق.

وقد كانتا مركزا مهما لتعليم الطب، وكان يؤمه الأطباء من جميع أنحاء العالم، ومنهم ابن ميمون الطبيب الأندلسي؛ الذي كان يعمل في القاهرة، واكتسب شهرة كبيرة في الطب.

وقد ألف العديد من الكتب في الطب؛ جعلته من أشهر علماء القرون الوسطى، كما قام بتلخيص كتب جالينوس، وشرح كتب أبقراط.

وكان من كتبه كتاب (في تدبير الصحة)؛ والذي كان من أكثر كتبه، أهمية لأنه بجانب شرحه لما يتعلق بالصحة والغذاء، فقد احتوى أيضا على فصل عن الصحة النفسية، وأهمية ترويضها.

وكان له كتب شرح فيها أنواع الأدوية المختلفة التي كانت معروفة في عصره وتوضيح أسماءها باللغات المختلفة، ورتب الأدوية ترتيبا أبجديا .

ابن البيطار

وهو ضياء الدين أبو محمد عبد الله بن أحمد بن البيطار، ولد في الأندلس، وألف (الكتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية).

والذي كان بمثابة أكبر موسوعة خاصة بالأدوية؛ التي وصلتنا من القرون الوسطى، وكان يضم حوالي 1500 فقرة، كل فقرة منهم تختص بنوع من الأدوية.

وألف أيضا (المغني في الأدوية المفردة)؛ والذي تكون من عشرين فصلا في شرح أنواع الأدوية المختلفة واستخدامها.

كوهين العطار

وهو أبو المنى داوود بن أبي النصر المعروف بكوهين العطار، عاش في مصر في القرن الثالث عشر الميلادي.

وكان له كتاب (منهاج الدكان)، الذي قدم فيه لعلم الصيدلة كتابا أوسع من ( الدستور البيمارستاني) الذي كان يستعمل في مستشفيات مصر وسوريا والعراق.

وقد أعطى في كتابه نصائح قيمة في صناعة الأدوية وقد ذكر في الكتاب قائمة للأدوية مرتبة أبجديا.

داوود الأنطاكي

هو الطبيب السوري الذي ألف كتاب (تذكرة الألباب) المعروف (بتذكرة داوود) وبالرغم من أنه كان ضريرا إلا أنه مارس مهنة الطب ودرس بالقاهرة كرئيس للأطباء وذكر في كتابه نحو 1700 نوع من الأدوية..

يوحنا بن مساوية

كان طبيبا في العصر العباسي في عهد هارون الرشيد، أمره الخليفة بترجمة العديد من الكتب الطبية اليونانية.

كما كان له العديد من المؤلفات الطبية عن التغذية، والعقم عند النساء والصداع وغيرها من الموضوعات الطبية.

العصر الحديث

علم الصيدلة في العصر الحديث
علم الصيدلة في العصر الحديث

وفي العصر الحديث؛ تطور علم الصيدلة تطورا كبيرا، وأصبح علما منفردا بذاته، ويحتوي على العديد من التخصصات والمواد الدراسية مثل:

دراسة العقاقير، والفارماكولوجيا، والكيمياء الطبية، والحيوية، والعضوية، ودراسة الأمراض المختلفة، ودراسة الكيمياء الصيدلانية؛ التي تركز على كيفية تصنيع الأدوية، وتحليلها .

وحاليا ظهرعلم الصيدلة الإكلينيكة ليشمل الخدمات السريرية؛ التي يوفرها الصيدلي للمريض، وهذه الخدمات تتضمن:

تحليل شامل لحالة المريض الصحية، وتحليل الأدوية التي يتناولها؛ لمعرفة الاختيار الأمثل للدواء المناسب له.

بالإضافة لتقديم التوعية الدوائية للمريض؛ مما يعمل على زيادة الوعي الصحي للمريض، وانخفاض تكاليف نظام الرعاية الصحية.

2 thoughts on “تاريخ علم الصيدلة ا نشأته وتطوره وأشهر علماء الصيدلة على مر العصور

Comments are closed.