الفحص الذاتي للثدي – 7 طرق لعلاج سرطان الثدي، وخطوات الفحص الذاتي – صيدلية

سرطان الثدي مرض خطير يهدد الحياة؛ حيث يحتل المركز الثاني بعد سرطان الرئة كسبب للوفاة. وهو يُهاجِم الثدي الأنثوي أو الذكري مسببا الأذى النفسي، والجسدي.

تظهر أورم الثدي بصورة كُتل، أو إفرازات تخرج من الحلمة، وتنقسم إلى أورام حميدة، وأورام سرطانية (خبيثة).

خلال متابعتك لقراءة هذا المقال ستتعرفين عزيزتي على طرق الفحص الذاتي للثدي . التي تمكنك من الاكتشاف المبكر للورم، وتَجنب المضاعفات الصحية الخطيرة الناتجة عن الوصول لمراحل المرض المتقدمة.

لكي تتمكني عزيزتي من معرفة طرق الفحص الذاتي للثدي؛ عليكِ أن تعرفي أولًا ما هو سرطان الثدي؟

سرطان الثدي

ينشأ مرض السرطان بسبب حدوث طفرة في الجين المسؤول عن نمو الخلية، لذا تبدأ الخلايا في الانقسام والتكاثر بطريقة عشوائية.

يحدث ذلك لخلايا الثدي فيصاب بسرطان الثدي، ويمكن أن يحدث السرطان في الغدد اللبنية المسؤولة عن إفراز اللبن ويسمى (السرطان الفصيصي)، أو في القنوات اللبنية التي تنقل اللبن إلى حلمة الثدي ويسمى (سرطان القنوات)، أو في النسيج الضام الليفي أو في النسيج الدهني بالثدي.

ويمكن أن يمتد بشكل أكبر ليشمل العقد الليمفاوية تحت الإبط، كما يمكنه أن ينتشر في الأنسجة السليمة المحيطة كالجلد، والقفص الصدري، وهكذا تعرفنا على الأماكن المتوقع حدوث سرطان الثدي بها وسوف نستفيد لاحقا منها في طرق الفحص الذاتي للثدي.

أسباب حدوث سرطان الثدي وعوامل الخطورة

 العامل الوراثي

يساهم العامل الوراثي بنسبة تتراوح بين 5-10% من حالات سرطان الثدي، لذا إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي؛ سيطلب منك الطبيب إجراء تحاليل؛ للكشف عن وجود طفرات في الجين BRSA1، وBRSA2، التي تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي والمبيض.

 التعرض للإشعاع

كالعلاج الإشعاعي على منطقة الثدي

موعد بدء أو انقطاع الطمث

إذا بدأت العادة الشهرية لديك في سن مبكر قبل عمر 12، أو انقطعت في سن متقدم.

 الحمل والإنجاب

عند تأخر حملك الأول لما بعد الثلاثين. كذلك من لم تنجب تكون أكثر عرضة عن التي أنجبت طفلا أو أكثر.

الإصابة السابقة بالسرطان

إذا كان لديك تاريخ سابق للإصابة بالسرطان في إحدى الثديين، فقد تكونين أكثر عرضة للإصابة في الثدي الآخر.

العلاج الهرموني

فالنساء اللواتي يستخدمن العلاج الذي يجمع بين هرموني الإستروجين، والبروجيستيرون لعلاج أعراض انقطاع الطمث، يكُنَّ أكثر عرضة للإصابة.

الرضاعة الطبيعية

تقلل الرضاعة الطبيعية احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، لذلك فالأمهات اللاتي لايرضعن أطفالهن طبيعيا، يكُن أكثر عرضة للإصابة.

ورغم أن وجود هذه العوامل لا يعني أن الإصابة بسرطان الثدي أمر مؤكد، ولكن ينبغي عليك أخذ الحيطة، ومعرفة طرق الفحص الذاتي للثدي؛ لأنه كلما اكتشفتِ الإصابة مبكرا ازدادت فرص نجاح العلاج والتعافي.

أنواع سرطان الثدي

أنواع سرطان الثدي

استعرضنا سابقا أماكن حدوث سرطان الثدي، والآن نستفيض أكثر ونتعرف على أنواعه.

يمكن تقسيم أنواع سرطان الثدي حسب انتشاره إلى نوعين

1- النوع الغزوي (توسعي): يحدث عندما تنتقل الخلايا السرطانية من مكان تكون الورم؛ إلى الأنسجة والأعضاء المحيطة.

2- النوع غير الغزوي:  ويكون موضعي (لا ينتقل من مكان نشأته).

ويمكن تقسيم الأنواع حسب مكان السرطان إلى

1- سرطان القنوات الموضعي: يحدث هذا النوع من السرطان في خلايا القنوات اللبنية، دون أن يغزو الأنسجة المجاورة.

2- سرطان الثدي الفصيصي الموضعي: يحدث في خلايا الغدد اللبنية التي تفرز الحليب، دون أن يغزو الأنسجة المجاورة.

3- سرطان القنوات الغزوي (التوسعي): يعد النوع الأكثر شيوعا. يبدأ السرطان في خلايا القنوات اللبنية، ثم يبدأ بالانتشار في أنسجة الثدي المحيطة، ثم لا يلبث إلا أن ينتشر في الأعضاء، والأنسجة الأخرى القريبة من الثدي.

4- سرطان الثدي الفصيصي الغزوي (التوسعي): وهذا النوع أقل شيوعا من الأنواع السابقة، يبدأ في الغدد اللبنية، ومن ثم ينتشر في الأنسجة المحيطة.

أنواع سرطان الثدي الأقل شيوعا

1-مرض باجيت المرتبط بحلمة الثدي: يصيب هذا النوع خلايا قنوات الحلمة، وكلما ازداد في النمو؛ أثر ذلك على الحلقة الداكنة من الجلد المحيط بالحلمة. وهو يصيب السيدات اللواتي تتجاوز أعمارهن 50 عامًا.

2- ورم فيلودس: هو نوع نادر من السرطان يصيب النسيج الضام للثدي.

3- الساركوما الوعائية: تعد أحد أشكال السرطان النادرة التي تصيب الأوعية الدموية أو الأوعية اللمفاوية في الثدي.

4- سرطان الثدي الالتهابي: من السرطانات العنيفة نادرة الحدوث، يشكل من 1 إلى 5 % من إجمالي إصابات سرطان الثدي.

ويحدث فيه انسداد للأوعية اللمفية بواسطة الخلايا، فعوضا عن تشكل ورم، فإن هذا النوع من السرطان يؤدي إلى انتفاخ الثدي، واحمراره، وتشعرين أنه دافئ عن المعتاد.

هذا النوع عنيف وسريع التطور، لذا يجب أن تسارعي لزيارة الطبيب فورا عند ملاحظة أي تغيرات طارئة.

5- سرطان الثدي الثلاثي السلبي: يحدث لحوالي 10-20 % من الحالات، ولتشخيص هذا النوع؛ لابد من توافر 3 شروط وهي:

غياب مستقبلات الإستروجين، غياب مستقبلات البروجيستيرون، و غياب بروتين ال HER2؛ (وهو بروتين يعمل على دعم نمو الخلايا السرطانية)، وهو ما يجعله نوع مختلف عن باقي الأنواع الأخرى من أنواع السرطان.

ففي الأنواع الأخرى من السرطان؛ ترتبط الهرمونات بتلك المستقبلات المتواجدة على الخلايا السرطانية، حيث يساعد هذا الارتباط في تغذية السرطان ونموه. وفي هذه الأنواع يعالج السرطان بالعلاج الهرموني.

ولكن في هذا النوع الثلاثي لا توجد أيا من تلك المستقبلات، فيصبح العلاج الهرموني غير ممكن. بالإضافة لذلك فهذا النوع سريع الانتشار والنمو عن الأنواع الأخرى.

6- سرطان الثدي الانتقالي:  هذا النوع هو مسمى آخر للمرحلة الرابعة من سرطان الثدي؛ حيث يكون السرطان قد انتشر من الثدي للأعضاء المجاورة مثل العظام، أو الرئة، أو الكبد.

7- سرطان الثدي الذكري: لدي الرجال أنسجة ثدي مشابهة للثدي الأنثوي؛ لذا فهم عرضة للإصابة بسرطان الثدي، وتظهر عليهم نفس الأعراض، ولكنه يظل أمرا نادرا حدوثه.

لا تفزعي عزيزتي فور اكتشافك أنكِ مصابة بسرطان الثدي؛ حيث من المحتمل أن يكون ورما حميدًا. ولكن بطبيعة الحال لا يمكنك تحديد ذلك من الفحص الذاتي للثدي بالمنزل، إنما سيجري لك الطبيب الفحوصات التأكيديةالأكثر دقة مثل:

الأشعة والتحاليل، وأخذ عينة من النسيج الورمي لفحصها ميكروسكوبيا حتى تتضح حقيقتها.

 الأورام الحميدة التي قد تصيب الثدي

 الورم الليفي: يعد أشهر الأورام الحميدة التي تشيع في الفئة العمرية من 20 -30 عام، ويمكن أيضا أن تصيب أي فئة عمرية أخرى.

يمكنكِ الشعور به تحت الجلد يتحرك بسهولة، صلب، ومحدد الشكل، ويمكن أن يزداد أو يتقلص في الحجم من تلقاء نفسه، وغالبا يكون غير مؤلم.

حويصلة الثدي: تعتبر من الأورام الحميدة التي تصيب الثدي، شائعة في الفئة العمرية 35-50 عام، ويمكنها أيضا أن تصيب أي فئة عمرية أخرى.

وهي عبارة عن كيس مملوء بالسائل، تشعرين به وكأنه بالون ممتلئ بالسائل. يتخذ شكل دائري أو بيضاوي، وله حدود منتظمة الشكل.

وهذا النوع يستدعي أي تدخل طبي، إلا إذا كان مؤلم، وكبير في الحجم ويسبب شعور بعدم الارتياح، في هذه الحالة فإن سحب بعض السوائل يخفف من حدة الأعراض.

وهنا نصل إلى طرق الفحص الذاتي للثدي التي تعطي مؤشرا مبدئيا عن وضع ثدييكِ الصحي.

طرق الفحص الذاتي للثدي

طرق الفحص الذاتي للثدي

ينصح بإجراء الفحص الذاتي للثدي  بعد انتهاء العادة الشهرية بثلاثة إلى خمسة أيام؛ لأن التغيرات الهرمونية التي تحدث؛ قد تجعلك تشعرين بثقل في الثدي، ولكن يتلاشى هذا الشعور خلال تلك الفترة.

أما في مرحلة انقطاع العادة الشهرية أو ما يعرف بسن اليأس فيمكنك أن تقومي بالفحص في نفس اليوم من كل شهر.

يمكن تقسيم طرق الفحص الذاتي للثدي من حيث الوضعية الى طريقتين:

أولًا الفحص الذاتي للثدي في وضعية الاستلقاء

يسهل عليكِ في هذه الوضعية فحص أنسجة الثدي بالكامل.

  • استلقي على الأرض أو أي سطح مستوٍ
  •  ضعي يدَكِ اليمنى خلف رأسكِ.
  •   استخدمي الأصابع الوسطى لليد اليسرى لفحص الثدي الأيمن، اضغطي بلطف؛ مع مراعاة تحريك اليد دائريا وعلى كامل الثدي؛ بداية من خط الصدرية؛ مرورا بعظمة الترقوة (بين الرقبة والكتف) وحتى اسفل الثدي.
  • للتأكد من فحص كامل الثدي. يمكنك استخدام زيت التدليك(المساج) الذي يسهل انزلاق اصابعك أثناء الفحص.
  •   والآن اجلسي، ثم افحصي منطقة تحت الإبط؛ لأن نسيج الثدي يمتد لهذه المنطقة.
  • اضغطي جيدا على حلمة الثدي؛ للتأكد من عدم خروج أي افرازات أو دم منها.
  • كرري الخطوات السابقة للثدي الأيسر.

ثانيًا الفحص الذاتي للثدي في وضعية الوقوف

يُفضَّل عمل هذا الفحص أمام المرآة مع وجود إضاءة جيدة ووضع يديك مسترخية إلى جانبيك.

انظري إلى الثديين مباشرة، وانظري إليهما في المرآة ولاحظي الآتي:

1- شكل الثديين الخارجي، وملاحظة تساويهم في الحجم، ولكن لا داعي للانزعاج إذا لاحظتي عدم تطابقهم في الشكل؛ فمعظم السيدات لا يتطابق الثديين لديهن.

2- لاحظي أي تغيرات طرأت على ملمس الجلد؛ كأن يشبه ملمس قشر البرتقال، أو ظهور أي تقرحات، أو تجاعيد، أو غمزات. وانتبهي لحدوث أي احمرار، أو تلوُّن على الثدي.

3- افحصي الحلمات جيدا مع ملاحظة وجود أي تشققات، أو تقرحات، أو تغيير في اتجاه الحلمة.

4- كرري الفحص السابق مع رفع الذراعين للأعلى.

يهدف الفحص الذاتي للثدي أن تتعرفي على الوضع الطبيعي للثديين؛ حتى تتمكني من ملاحظة أي تغيير يطرأ عليهما.

إذا لاحظتي أي تغير في مظهر الثديين، عليكِ زيارة الطبيب للفحص وعمل التحاليل الطبية اللازمة.

طبقا لأحدث تعديل نشرته جمعية السرطان الأمريكية، يجب إجراء فحص الثدي بأشعة الماموجرام سنويا؛ للنساء اللواتي لديهن عوامل الخطورة وتزيد أعمارهن عن 45 عاما بدلا من 40 عام.

أما إجراءه من عمر 40 وحتى 44 سنويًا فهو أمرا اختياريا، كما تنصح إجراءه للواتي تزيد أعمارهن عن 55 عام كل عامين، وتُرجع السبب في ذلك؛ إلى أن معدل نمو السرطان يكون أبطأ مع تقدم العمر؛ لأن معظم النساء تتوقف العادة لديهن قبل هذا العمر.

علاج سرطان الثدي

تنقسم مراحل السرطان إلى 5 مراحل، بدءً من 0 الذي يرمز إلى سرطان القنوات الموضعي،  بينما الأرقام من I وIV تستخدم لوصف مراحل السرطان الغزوي (المنتشر)،

ويستخدم الأطباء هذه الرموز لوصف المرحلة التي يمر بها الورم السرطاني، وهذا يمكن الطبيب من تحديد خيارات العلاج المناسبة لحالتكِ. آخذا بعين الاعتبار؛ وضعُكِ الصحي العام، وتفضيلاتك الشخصية.

 1- العلاج الجراحي

الذي يتمثل في استئصال الورم، أو استئصال العقد اللمفية المصابة، أو استئصال الثدي بالكامل، أو استئصال الثديان معًا.

هذه الخطوة بالطبع لها تأثير نفسي كبير. يتطلب منك طلب مساعدة جراح التجميل، الذي ينصحك عادة بإعادة بناء الثدي عن طريق السليكون، أو استخدام أنسجة من جسمك.

2- العلاج الإشعاعي

يستخدم عادة بعد إجراء استئصال الثدي، مثل استخدام الأشعة السينية.

3- العلاج الكيميائي

أحيانا يتم البدء به قبل الجراحة عندما يكون حجم الورم كبير، ويُستخدم أيضا إذا كان هناك احتمال لمعاودة السرطان، أو انتشاره، ويسمى العلاج الكيمائي المساعد.

كما يستخدمه الأطباء إذا كان السرطان منتشر بالفعل لمحاولة السيطرة عليه.

4- العلاج الهرموني

يستخدم هذا العلاج لوقف تأثير الهرمونات الأنثوية، على الخلايا السرطانية، والتي تكون بمثابة محفزا لتكاثرها، ونموها. ومن أمثلتها:

  • أدوية تمنع اتصال الهرمونات بالخلايا السرطانية.
  • أدوية توقف تصنيع الإستروجين بعد سن اليأس.
  • كما يمكن اللجوء لجراحة استئصال المبيضين؛ لوقف إنتاج الهرمونات.

5- العلاج المناعي

باستخدام الخلايا الجذعية التي تساعد مناعة الجسم لمحاربة الخلايا السرطانية.

6- الأدوية المُوجهة

تستهدف أغلب هذه الأدوية خلل يحدث داخل الخلايا السرطانية؛ يُمكنها من الاستمرار في النمو والتكاثر والبقاء على قيد الحياة.

فتقوم هذه الأدوية بوقف هذا الخلل بطرق معينة، وتقضي على الخلايا السرطانية.

وقد يستخدم الطبيب نوعين من الأدوية معا، أو يستخدم الدواء مع طرق العلاج الأخرى.

7- العلاج النفسي الداعم

وهذا العلاج يهدف لتحسين جودة الحياة  للمرضى وأسرهم، ويُمَكِنهم من التعامل مع إحساس الألم والأعراض الأخرى المصاحبة.

وبوجه  عام؛ فإن جميع طرق العلاج المستخدمة لديها بعض الآثار الجانبية، ولكن الطبيب يقوم بالمفاضلة بين تلك الطرق المختلفة، واختيار الطريقة الأمثل التي تحقق أكبر استفادة وأقل آثار جانبية، تبعا لنوع الورم وانتشاره وعوامل أخرى.

وختاما

فرغم أن الفحص الذاتي للثدي، لا يؤدي إلى تقليل الوفيات من سرطان الثدي؛ إلا أنه يظل ضروريا، وخاصة إذا لاحظتي تغييرا في الثدي، في الفترة الممتدة بين موعدي الفحص السنوي والآخر.

فلا تجعلي الخوف والقلق يمنعانك من زيارة الطبيب، حتى يضع لك خطة العلاج المناسبة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *