في الشتاء نقوم بوضع بعض المرطبات على البشرة لأنها تصاب بالجفاف في تلك الفترة لكن هل من الممكن أن تُصاب العين بالجفاف أيضاً؟
تُعد العين من المناطق الأكثر حساسية في جسم الإنسان، فتصاب العين بأمراض متعددة مثل الرمد، ضغط العين، وأعراض أخرى والتي من بينها أعراض جفاف العين الشديد .
فإذا شعرت بوخز أو حرقة في عينيك أو فقدان القدرة على التركيز فأنت مصاب ببعض أعراض جفاف العين الشديد ، حيث أن نسب الإصابة بجفاف العين تكون حوالي 15% من السكان، بينما تصل نسب إصابة السكان واضعي العدسات اللاصقة لحوالي 50%.
تحدث أعراض جفاف العين الشديد نتيجة لقلة الدموع المُفرزة من القنوات الدمعية بشكل طبيعي، ويحدث الجفاف في فصل الشتاء والصيف على حسب طبيعة العين.
لكن ما هي أعراض جفاف العين الشديد ، وأسبابه، وطرق الوقاية المستخدمة، وما هي طرق العلاج المتبعة؟ ذلك ما سوف نتحدث عنه في الأسطر القادمة
أعراض جفاف العين الشديد
في الحقيقة لا يعد جفاف العين مرضاً بمعنى الكلمة، لكن يعد من الأعراض المرضية ويكون مصحوباً بالأعراض الشائعة التالية:
1. شعور بوخز دائم خصوصاً عند التعرض للضوء، والإرهاق الشديد للعين.
2. شعور بالحكة المستمرة، والشعور بشيء داخل العين.
3. التحسس من الضوء بالأخص عند الخروج في الشمس القاسية، (حيث تعمل على زيادة جفاف العين نتيجة لسرعة تبخر الدموع).
4. إرهاق العين بعد القراءة حتى لفترات قصيرة متقطعة.
5. صعوبة ارتداء العدسات اللاصقة (نسبة إصابة الأشخاص مرتدي العدسات اللاصقة ببعض أعراض جفاف العين الشديد أكبر من غيرهم).
6. الشعور بثقل جفون العين، (العين المصابة بأحد أعراض جفاف العين الشديد؛ يكون مُلاحظ عليها انغلاق الجفون بعد تعرضها لإرهاق شديد).
7. ضبابية الرؤية على فترات متقطعة، تزداد عند التركيز لفترات طويلة على الشاشات أو أثناء الدراسة.
8. صعوبة القيادة لعدم السيطرة على الرؤية.
9. إفراز الدموع بشكل مستمر؛ نتيجة ظهور أعراض جفاف العين الشديد لفترات طويلة.
فالدموع لا تُفرز فقط أثناء البكاء، لكنها تُفرز لكي تغطي الطبقة الخارجية للعين، وتحميها من التلوث والبكتيريا، والدموع تتكون من ثلاث مكونات أساسية وهي:
1. الطبقة الدهنية الخارجية
حيث يتم إنتاجها في الغدد الميبومية (Meibomian Glands) التي توجد على طرف العين، والتي تحتوي على المواد الدهنية، وهي تعمل على انزلاق الدموع، وتقلل الاحتكاك بين الجفون، وتمنع تبخر الطبقة الوسطي (الدموع).
2. الطبقة الوسطي
حيث يعد الماء هو المركب الأساسي في هذه الطبقة مع قليل من الأملاح، فتعمل على حماية العين وتنظيفها في حالة دخول أي غبار أو أجسام ضارة.
3. طبقة المخاط الداخلية
حيث تقوم بتوزيع الدموع بشكل موحد ومتساوِ داخل العين، فإذا حدث اختلال لأي مكون من مكونات الدموع؛ سيسبب ظهور أعراض جفاف العين الشديد.
أسباب جفاف العين الشديد
هناك أسباب مختلفة لجفاف العين، على حسب حالة المريض الصحية، ومن أهم هذه الأسباب:
1.نقص إفراز الدموع
نقص نسب إفراز الدموع بشكل طبيعي يؤدي إلى جفاف العين وعدم القدرة على ترطيب العين بشكل جيد، لكن هناك أسباب لاختلال نسبة إفراز الدموع ومنها:
1. تقدم العمر (الأشخاص فوق الخمسين عام يكونوا أكثر لجفاف العين).
2. تناول بعض الأدوية مثل: أدوية الاكتئاب، أدوية حب الشباب، أدوية ارتفاع ضغط الدم، ومضادات الاحتقان.
3. تلف الغدة الدمعية نتيجة لالتهابها أو بسبب تعرضها للأشعة.
4. الإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل: مرض السكري، التهاب المفاصل الروماتويدي.
5. نتيجة لعمليات الليزر، لكن يكون جفاف العين مؤقتاً.
2.تغيرات هرمونية
التغيرات الهرمونية لدى النساء التي تحدث أثناء فترة انقطاع الطمث تسبب جفاف العين، حيث إن التغيير في مستوي هرمون الإستروجين، وهرمون البروجستيرون بعد انقطاع الطمث يسبب تغير وظائف الغدد الدهنية في الأجفان، وجفاف العين الشديد.
3.استخدام العدسات اللاصقة
استخدام العدسات اللاصقة يزيد نسب الإصابة بجفاف العين الشديد، بسبب عدم قدرة الدموع الوصول للقرنية لتأدية وظائفها (ذُكرت في أعلي المقال) وانخفاض نسب الأكسجين الواصلة للعين.
4.زيادة معدل تبخر الدمع
حيث يكون هناك اختلال في النسب بين معدل تبخر الدموع ومعدل إفراز الدموع، ويزداد معدل تبخر الدموع نتيجة لعدة عوامل منها:
1. التعرض للهواء الشديد أو الجاف، التعرض للرياح الشديدة والدخان.
2.تساقط الرمش داخل العين على فترات طويلة يؤدي لتبخر الدمع.
3.استخدام الحاسوب لفترات طويلة على مقربة من العين.
4.في بعض الحالات يكون الجفون لا تنطبق بشكل كامل فيسبب تبخر الدمع المفرط.
5.اختلال التوازن في مكونات الدمع
ذكرنا من قبل المكونات الأساسية للدمع (الطبقة الدهنية الخارجية، الطبقة الوسطي، طبقة المخاط الداخلية)،
وأي اختلال في إحدى هذه الطبقات يؤدي إلى عدم قدرة الدمع على ترطيب العين، والحفاظ عليها من الإصابة بالجفاف، فمثلاً من أسباب الاختلال في الطبقات التهاب الجفن الذي يؤدي إلى انسداد غدد الجفن المنتجة للطبقة اللبيدية.
الوقاية من جفاف العين الشديد
يمكن الحد من نسب الإصابة بجفاف العين عن طريق عدة خطوات يجب اتباعها وهي:
1. عدم ترك رموش متساقطة بداخل العين.
2. شرب الماء بشكل منتظم.
3. مراعاة الظروف البيئية التي سوف تتعرض لها في الخارج والداخل.
4. عدم تسليط المجففات الهوائية مباشرة على العين.
5. إذا كانت بيئة عملك التي تتعرض لها (جافة أو صحراوية) سوف تؤثر على العين؛ ارتدِ نظارات واقية، واستخدم قطرات للعين يكتبها لك الطبيب.
6. تقليل استخدام العدسات اللاصقة.
7. إذا كنت من مدخني السجائر؛ فيجب أن تقلل من استخدامها عن طريق اتباع خطة الإقلاع مع طبيبك، لأن دخان السجائر من مسببات تبخر الدمع.
8. التقليل من نسب التعرض لشاشات التليفاز أو الحاسوب، ووضع الحاسوب على بعد مناسب عند الاستخدام.
9. إذا شعرت بالوخز في العين؛ لا تستهن بالأمر واسترح فوراً حتى لا يحدث لك مضاعفات واستشر طبيبا إذا لزم الأمر.
10.استخدم المرطبات الهوائية لزيادة الرطوبة في المنزل.
علاج أعراض جفاف العين الشديد
بعد التعرف على أعراض جفاف العين السابقة والأسباب، فإذا شعرت ببعض تلك الأعراض؛ يجب التوجه لطبيب مختص للكشف والفحص اللازم. لأن اتباع الوصفات القديمة أو الأدوية مجهولة المصدر يمكن أن تسبب أضرار أو تلف للعين.
هناك بعض البروتوكولات المتبعة للعلاج منها:
1.الدموع الاصطناعية
تتكون تلك المحاليل من مواد لزجة تحسن رطوبة العين، وتخفف من جفاف العين والوخز ويمكن أن توصف بدون طبيب.
توجد على شكل كريمات أو قطرات، وتكون أكثر لزوجة من المحاليل الطبيعية، وتكون مناسبة أكثر لاستخدام ما قبل النوم فتعمل على ترطيب العين في تلك الأثناء.
2.علاج انسداد قنوات تصريف الدموع
يمكن سد فتحات تصريف الدموع، في الحالات التي يكون هناك فيها نقص كبير في حجم الدموع، وتتم تلك العملية عن طريق استخدام سدادات السيليكون الصغيرة التي يضعها طبيب العيون في فتحات قنوات تصريف الدموع.
وتعمل سدادات السيليكون على منع تصريف الدموع إلى تجويف الأنف، مما يؤدي إلى تراكم الدموع القليلة الموجودة عند المرضى الذي يعانون من الجفاف الشديد، وهذا يؤدي لتخفيف الحرقة والجفاف.
3.المنتجات المضادة للالتهابات
استخدام الأدوية المضادة للالتهابات من الممكن أن يخفف من حدة الشعور بالحرقان التي تميز جفاف العين، وهذه المستحضرات تحتوي على الستيرويدات، حيث يتم إعطاؤها بجرعات معينة تحت إشراف طبيب.
لكن في كثير من الأحيان تتشابه أعراض الجفاف مع أعراض الحساسية فيجب الاستعانة بطبيب مختص في تلك الحالة للتفرقة بين الحالتين.
وأخيرا
فبالرغم من أن أعراض جفاف العين الشديد هي أعراض واضحة وسهل التحكم بها، عن طريق تغيير العادات الغذائية، واستعمال الأدوية التي يصفها الطبيب.
إلا أن الإهمال في تلك الحالة قد يزيد الأمر سوءا ويسبب أضرار شديدة للعين، لذا فنحن ننصحك عزيزي القارئ بعد إهمال وتجاهل الأعراض، واستشارة الطبيب المختص.