مرحلة الحمل هي من أهم المراحل التي تمر بها المرأة، حيث يطرأ على جسد المرأة الحامل العديد من التغيرات الهرمونية والتي بدورها تؤدي لحدوث تغيرات نفسية وجسدية وصحية عديدة. وتؤدي هذه التغيرات لظهور العديد من الأعراض المختلفة على المرأة الحامل، بعض هذه الأعراض يكون طبيعيا ولا يلزم زيارة الطبيب والبعض الآخر يكون طبيعيا ولكن يلزم زيارة الطبيب لتحديد طرق العلاج المناسبة. وبعض الأعراض تكون غير طبيعية بل قد تكون نذيرا بحدوث مشاكل تؤثر على الحمل.
الأعراض الشائعة التي تظهر على المرأة الحامل
1- انقطاع الطمث: وهي من الأعراض الأولية لحدوث الحمل، وهي أيضا من الأعراض المبشرة بحدوث الحمل حتى قبل إجراء اختبار الحمل. ولكن انقطاع الطمث لا يعني بالضرورة حدوث حمل لأنه قد يكون عرض لحالات صحية أخرى وخاصة إذا كان وقت الحيض غير منتظم عند المرأة.
2- الصداع: تعاني العديد من السيدات الحوامل في مراحل الحمل الأولى من الصداع بسبب التغيرات الهرمونية.
3- النزف الخفيف: بعض السيدات في بداية الحمل يحدث لهم نزف خفيف بسبب غرس البويضة المخصبة في الرحم، ولكن قد يحدث النزف أيضا بسبب وجود التهابات أو عدوى في عنق الرحم.
وفي بعض الأحيان قد يكون النزف نذيرا بحدوث إجهاض أو حمل خارج الرحم، ولذلك يجب استشارة الطبيب في حالة حدوث النزف.
4- ارتفاع الضغط: قد تعاني المرأة الحامل من ارتفاع الضغط أثناء الحمل، ويرجع هذا لعدة عوامل منها زيادة الوزن،التدخين، التوتر العصبي، وقد يرجع حدوثه لوجود تاريخ وراثي في العائلة لارتفاع الضغط أثناء الحمل.
5-حرقة المعدة:وتحدث بسبب أن الهرمونات في الحمل قد تسبب انبساط للصمام بين المعدة والمرئ مما يؤدي لخروج الحمض المعدي إلى المرئ مسببا الحرقة.
6-الإمساك والإسهال: تؤثر هرمونات الحمل على الجهاز الهضمي وعملية الهضم مما يسبب حدوث إمساك أو إسهال للمرأة الحامل، ولكن إذا استمر أيا منهما أكثر من يومين يجب استشارة الطبيب.
7- الغثيان والقئ: وهي من أشهر أعراض الحمل، وتحدث غالبا في الصباح بسبب زيادة الهرمونات صباحا.
ويوجد العديد من أعراض الحمل الأخرى مثل الأنيميا، ظهور حب الشباب، التوتر والاكتئاب، ألم في الظهر، تقلصات، أرق، تغيرات في منطقة الصدر.
الحمل خارج الرحم
أحيانا لا تستقر البويضة المخصبة في الرحم كما في الحالات الطبيعية، ولكنها تستقر في مكان خارج الرحم مثل البطن أو قناة فالوب، وفي هذه الحالة يشكل الحمل خطورة بالغة على المرأة الحامل.
أعراض الحمل خارج الرحم
كما في الحمل الطبيعي فإن الحمل خارج الرحم يسبب تأخر الحيض لدى المرأة ولكن تظهر بعد ذلك عدة أعراض مختلفة أهمها:
1- نزف مهبلي غزير.
2- تقلصات أو ألم في منطقة الحوض (وقد يظهر في جانب واحد فقط).
3- ألم في الكتف.
4- دوخة ودوار وأحيانا يحدث إغماء.
ففي حالة ظهور هذه الأعراض يجب استشارة الطبيب فورا.
العدوى والالتهابات عند المرأة الحامل
في فترة الحمل تكون المرأة أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والالتهابات، بل قد يزداد تأثير بعض الالتهابات والعدوى البسيطة خلال فترة الحمل وتصبح أكثر خطورة، وقد يتوقف تأثير هذه العدوى على إصابة الأم فقط أو يمتد تأثيرها ليصل إلى الجنين عن طريق المشيمة.
وقد أنعم الله على الإنسان بجهاز المناعة الذي يقوم بحماية الجسم من أي جسم غريب مثل البكتيريا والفيروسات والخلايا السرطانية وحتى الأعضاء المزروعة (التعويضية)، ولكن من رحمة الخالق أن جعل الجهاز المناعي لا يقوم بمقاومة الجنين في جسد المرأة الحامل، ولكنه على العكس يقوم بالحفاظ عليه أيضا ضد العدوى .
ولذلك فإن الجهاز المناعي يقوم بمجهود أكبرخلال فترة الحمل وهذا ما يجعل السيدات الحوامل أكثر عرضة للعدوى والالتهاب.
ومن أشهر الالتهابات التي تتعرض لها المرأة في فترة الحمل هي التهابات المهبل، التهابات في مجرى البول أو التهابات ما بعد الولادة.
وفي بعض الأحيان تنتقل العدوى من الأم للجنين مثل حالات إصابة الجنين ببعض الفيروسات التي تنتقل له من الأم، ولهذا كان من الضروري أن تقوم الأم بالمتابعة الدورية مع طبيب مختص ليتابع حالتها وحالة الجنين وعلى الأم أن تخبر الطبيب بأي أعراض داخلية أو خارجية تظهر عليها حتى يتمكن من وصف العلاج المناسب لها والسيطرة على العدوى قبل انتقالها للجنين.
نصائح لمنع الالتهابات والعدوى عند المرأة الحامل
1- يجب الاهتمام بنظافة اليد باستمرار مع غسلها جيدا بالماء والصابون أكثر من مرة في اليوم خاصة بعد استعمال المرحاض، عند التعامل مع اللحوم والخضروات أثناء إعداد الطعام وبعد العودة من الخارج.
2- الابتعاد عن أكل اللحوم غير مكتملة النضج، وفي حالة استعمال اللحوم الجاهزة من الخارج مثل الهوت دوج والسوسيس فيجب إعادة طهيها في البيت حتى تنضج.
3- عدم تناول الألبان إلا بعد غليها جيدا أو استعمال الألبان المبسترة.
4- تخصيص أدوات معينة للطعام والاستعمال الشخصي، وعدم استعمال أدوات الغير.
5- التعامل بحرص مع حيوانات المنزل مثل القطط والكلاب، والابتعاد بقدر الإمكان عن التعرض للحيوانات القارضة مثل الفئران.
6- عدم التعامل الخاص مع الزوج في حالة إصابته بالأمراض المعدية وخاصة الأمراض الجنسية.
7- الحرص على أخذ التطعيمات المخصصة في الأوقات التي يحددها الطبيب مثل تطعيم التيتانوس ومصل الإنفلونزا.
علامات التمدد
تعاني العديد من السيدات خلال فترة الحمل من ظهور علامات التمدد في أماكل متفرقة في الجسم، وبعد الولادة تختفي هذه العلامات عند بعض النساء، ولكنها قد تظل متواجدة عند أخريات ويكون صعب التخلص منها خاصة إذا كان قد سبق لها الحمل والولادة.
وللتخفيف من ظهور علامات التمدد أثناء وبعد الحمل يجب الحرص على ترطيب الجسم باستمرار بأنواع جيدة ومناسبة من المرطبات مثل زيت لوز، زيت جوز الهند أو زيت الزيتون. كما يوجد أيضا العديد من المستحضرات الصيدلية المرطبة المخصصة لهذا الغرض.
التغيرات النفسية التي تظهر على المرأة الحامل
تمر المرأة الحامل بالعديد من التغيرات الهرمونية التي تؤدي لظهور بعض الأعراض النفسية عليها، بالإضافة إلى أن بعض الأعراض الجسدية مثل الغثيان وحرقة المعدة وألم الظهر وتورم القدمين لها دور في التغيرات النفسية التي تظهر على المرأة الحامل.
ويعد ظهور مثل هذه التغيرات النفسية كالقلق والتوتر من الأمور الطبيعية في تلك المرحلة، فالتفكير في المسئولية التي تعقب مرحلة الحمل من تربية ورعاية طفل كفيلة بحدوث القلق والتوتر، ولكن في بعض الحالات تتصاعد تلك التغيرات النفسية وتصبح مؤثرة على الحياة فتمنع المرأة من الاستمتاع بتلك المرحلة أو العيش بصورة طبيعية، ومن هذه الأعراض المتصاعدة:
1- القلق الزائد من مرحلة الولادة أو القلق الزائد على الجنين.
2- التشتت وعدم القدرة على التركيز.
3- الغضب السريع وسرعة الانفعال.
4- حدوث تشنج وانقباض في العضلات.
5- الأرق والنوم لفترات قليلة.
وفي حالة ظهور تلك الأعراض المتصاعدة من القلق والتوتر يجب استشارة الطبيب لوصف العلاج المناسب للتحكم في تلك الأعراض حتى لا تؤثر على صحة الحامل أو الجنين، ويمكن أيضا اتباع بعض الإرشادات للتخفيف من حدة التوتر والقلق مثت:
1- التحدث عن مشاعر القلق مع أحد المقربين كالزوج أو أحد الأقارب أو الأصدقاء.
2- ممارسة أي نوع من التمارين الرياضية كالمشي أو الجري الخفيف أو اليوجا.
3- ممارسة التنفس العميق يوميا.
4- النوم لفترات كافية.
5- القراءة عن كتب تخص مرحلة الحمل وكيفية التعامل مع الأطفال بعد الولادة.
6- الابتعاد عن متابعة الأخبار السيئة .
7- ممارسة الهوايات المحببة في أوقات الفراغ مثل الرسم أو القراءة أو الأشغال اليدوية.
نصائح للمرأة الحامل للتمتع بحمل صحي
1- التغذية
صحة المرأة الحامل تؤثر على صحة جنينها، لذلك عليها الاهتمام بصحتها وبالتغذية السليمة حتى تمد طفلها بالعناصر الضرورية لبناء جسده وحصوله على وزن مناسب عند الولادة ، ولمنع تعرض الأم للإصابة بالأنيميا أو التعب والدوار.
فيجب أن تحرص الأم على تناول الغذاء المتوازن، الغني بالعناصر الغذائية الهامة كالبروتينات، فيتامين سي، الحديد، الكالسيوم وتناول الفاكهة، الخضروات والحبوب الكاملة.
2- المكملات الغذائية
نظرا لأن العديد من السيدات الحوامل يعانون من القئ والغثيان خاصة في شهور الحمل الاولى، فعادة لن يكون الغذاء مصدرا كافيا للفيتامينات المطلوبة لصحة الأم والجنين. ولذلك يجب أن تلجأ المرأة للحصول على القدر الكافي من الفيتامينات المطلوبة عن طريق المكملات الغذائية التي يصفها لها الطبيب وخاصة حمض الفوليك( ويفضل أن تتناول المرأة التي تنتظر الحمل مكملات حمض الفوليك قبل حدوث الحمل).
3- ممارسة التمارين الرياضية
قد يظن البعض أن ممارسة التمارين الرياضية من الأمور الممنوعة خلال فترة الحمل، ولكن على العكس من ذلك فالتمارين الرياضية خلال فترة الحمل لها العديد من الفوائد حيث:
1- تحسن من الحالة النفسية للأم.
2-وتعمل على تقوية العضلات وزيادة التحمل.
3- كما تحسن الدورة الدموية.
4-تقلل من ألم الظهر.
5-تقلل من حدوث الإمساك.
ويفضل ممارسة التمارين يوميا لمدة نصف ساعة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة، وكذلك يجب ممارسة التمارين المناسبة لكل سيدة، لأن المرأة التي اعتادت ممارسة التمارين بانتظام قبل الحمل تختلف عن تلك التي لم تمارس التمارين من قبل.
وبالإضافة للمشي والجري والسباحة، فإنه ينصح للمرأة الحامل بممارسة تمارين كيجل وهي تمارين خاصة تساعد في تقوية عضلات الرحم مما يساعد في تسهيل عملية الولادة.
4- الابتعاد عن التدخين
التعرض لدخان السجائر أثناء فترة الحمل يعرض المرأة الحامل للعديد من المخاطر، سواء أكانت المرأة الحامل هي المدخنة أو أنها تتعرض لدخان السجائر من المحيطين بها، حيث يقلل التدخين من تدفق الدم والأكسجين للجنين مما يؤثر على نموه ويجعل وزن الطفل عند الولادة أقل من المعتاد، مما يشكل سببا أساسيا في حدوث العديد من المشاكل الصحية للطفل في الأسابيع الأولى من عمره.
كما يمثل التدخين خطرا على الأم في مرحلة الحمل، حيث يعرضها للعديد من المشاكل مثل:
النزيف المهبلي، الحمل خارج الرحم، انفصال المشيمة، الولادة المبكرة.
5- عدم الإفراط في شرب الكافيين
ينتقل الكافيين من الأم للجنين عبر المشيمة ويسبب زيادة معدل ضربات القلب للجنين، ولذلك يجب تقليل تناول الكافيين خلال فترة الحمل ويمكن للأم تناول من كوب إلى اثنين من القهوة بحد أقصى يوميا.
6- النوم لفترات كافية
النوم من 7-9 ساعات يوميا من الأشياء الضرورية للحامل، حتى تحصل على قسط كاف من الراحة وكذلك فالنوم لفترات كافية يقلل من التوتر والتغيرات النفسية التي تصيبها في تلك الفترة.
7- الاهتمام بنظافة الأسنان
على كل سيدة حامل أن تعتني بنظافة أسنانها جيدا وأن تزور طبيب الأسنان كلما لزم الأمر مع إخباره أنها حامل، وذلك لأن وجود البكتيريا في الفم والأسنان قد يتسبب في حدوث عدوى للأم أو لجنينها.
وأخيرا فإن الحمل من الفترات المهمة التي يجب أن تعرف كل امرأة عنها جيدا حتى يمكنها عبور تلك الفترة بأمان وراحة دون التعرض للعديد من المشاكل الصحية والنفسية.
وعلى كل امرأة أن تعرف مراحل تطور حملها، وتتابع الطبيب المختص بانتظام في خلال المراحل المختلفة من حملها حتى يمكنها الاطمئنان على صحتها وصحة الجنين، وحتى تتمكن من معالجة أي مشكلة قد تتعرض لها منذ بدايتها.
7 thoughts on “صحة المرأة الحامل ا نصائح للتعامل مع المشاكل الصحية التي تظهر في الحمل”