- الصفراء عند حديثي الولادة أو ما يعرف باليرقان؛ سُميت بهذا الاسم لأنه يحدث ترسيب للبيليروبين غير المقترن ( مادة صفراء تنتج عن تكسير خلايا الدم الحمراء بعد انتهاء دورة حياتها ألا وهي واحد وعشرون يوماً) علي الجلد و الأغشية المُخاطية .
تحدُث الصفراء عند حديثي الولادة في ثلث الحالات في الإسبوع الأول بعد الولادة، وغالباً تظهر الأعراض علي الوجه أولاً ثم الجلد والأطراف.
وفي معظم الحالات تختفي الصفراء ما بين االإسبوع الثاني والثالث.
أسباب ظهور الصفراء عند حديثي الولادة
يرجع ظهور الصفراء عند حديثي الولادة إلى وجود كسل مؤقت في الكبد، وإنزيماته المسؤولة عن عملية تمثيل مادة الصفراء، وإفرازها خارج الكبد مع البول والبراز.
وحالة الكسل تلك التي تحدث في الأسبوع الأول من العمر؛ إنما هي حالة فسيولوجية طبيعية، وسرعان ما تختفي بنشاط تلك الإنزيمات سريعا، وبالتالي تخرج الصفراء خارج الجسم، وتقل نسبتها.
ولكن قد يوجد أسباب أخرى لظهور الصفراء عند حديثي الولادة، ومن أهمها:
1- أنيميا الفول
2- مشاكل بالكبد.
3- عدوى في دم الطفل.
4- حدوث نزيف داخلي.
5- مشاكل أخري تتعلق بكرات الدم الحمراء تجعلها تتكسر بسرعة.
الأطفال الأكثر عُرضة للصفراء ( اليرقان)
1- الأطفال الخدّج (الذين يولدون قبل الأسبوع 38 من الحمل)
لأن كبدهم لا يكون ناضج كفاية للتخلص من ماده البيليروبين غير المقترن، التي يتم التخلص منها في الأطفال الأكبر والبالغين، عن طريق تحويلها بواسطة الكبد إلي بيليروبين مقترن يُصب في الأمعاء و يخرج عن طريق البراز.
كما أن حركة الأمعاء لديهم تكون قليلة؛ مما يصعب من عملية التخلص من البليروبين.
2- الأطفال الذين لا يحصلون علي قدر كافٍ من لبن الأم أو الحليب الصناعي
و خصوصاً في الأيام الأولى، لأن لبن الأم لا يكون جاهزاً أو كافٍ، أو أن يكون عند الطفل مشكلة في الرضاعة.
عدم حصول الطفل علي القدر الكافي من الحليب؛ يؤدي إلى ارتفاع نسبة البيليروبين نتيجة لإعادة امتصاصه من المعدة. فإذا كان الطفل لديه هذا النوع من الصفراء تكون الرضاعة هي الحل الأمثل .
وأحيانا الرضاعة الطبيعية قد تؤدي إلي الصفراء أو اليرقان فيما يعُرف بيرقان حليب الثدي، و هنا اليرقان يحدث بعد الأسبوع الأول من عمر المولود، وعلى الأم هنا ألا توقف الرضاعة لأنها غذاء أساسي للطفل.
3- الأطفال ذوي فصائل الدم المختلفة عن الأم
فعندما لا تحمل الأم عَامِل ريساس (RH) و الطفل يحمله، يُكون الجهاز المناعي للأم أجسام مضادة؛ وتنتقل هذه الأجسام المضادة من الأم للطفل.
يتنج عن ذلك تكسير في كرات الدم الحمراء للمولود، وارتفاع نسبة البيليروبين لديه.
يحدث ذلك في الطفل الثاني للأم لكن الطفل الأول يُولد بلا أي مشاكل. ويُمكن تجنب حدوث ذلك بأخذ الأم للحقنة المضادة لعامل ريساس؛ بعد ولادة طفلها الأول من أجل حماية الطفل الثاني.
أنواع الصفراء عند حديثي الولادة
1- الصفراء الفسيولوجية
هو النوع الأكثر انتشاراً، وليس له تبعات خطيرة. ويظهر هذا النوع في الأيام الثلاث الأولي من عمر الطفل، و يختفي في خلال من ١٠ل١٤يوم.
2- اليرقان المرضي
يكون فيها معدل اليبيلليروبين أعلى من الطبيعي. وتظهر خلال ٢٤ساعة من عمر الطفل.
3- اليرقان الانحلالي
يحدث هذا النوع نتيجة لتكسير كرات الدم الحمراء للطفل بسبب أنيميا الفول، أو عدم توافق فصيله دم الطفل مع الأم.
4- يرقان حليب الثدي
5- اليرقان النووي
هو تلف في الدماغ بسبب ترسيب البيلليروبين غير المقترن في الدماغ، الأعراض المبكرة تشمل:
الخمول، القيئ، التغذية السيئة، تشنج ظهري، أزمه تدوير المقلة، نوبات صرع، وقد يؤدي إلى الموت.
اليرقان النووي ربما ينتج عنه الإعاقة الذهنية، الشلل الدماغي، أو فقدان السمع الحسي العصبي.
و من الجدير بالذكر أنه لا يوجد علاج لليرقان النووي ولكن يمكن الوقاية منه بعلاج مستوى البيلليروبين قبل أن يرتفع لدرجه تسبب هذه الحالة.
هل الصفراء عند حديثي الولادة مرض خطير؟
لا داعي للقلق عزيزي القارئ، فمعظم الحالات تكون طبيعية، ولكن إذا استمرت الحالة أكثر من ٣ أسابيع يكون الأمر هنا داعياً للقلق. لأن مستوي البيليروبين العالي في الدم يُمكن أن يمُر للمُخ ويُسبب تلفاً دائماً.
وبوجه عام فإذا تجاوزت نسبة الصفراء حداً معيناً، حتى لو كان السبب فسيولوجياً، فهنا تكون الخطورة.
والنسبة التي لا يجب أن يتم تجاوزها هي 15مجم% للأطفال المبتسرين، و 20مجم% للأطفال الكاملين النمو.
ولذلك يلزم التدخل بالعلاج قبل الوصول لهذه النسب ( يفضل التدخل الطبي عند وصول النسبة ل 10% للمبتسرين، و15% للأطفال مكتملي النمو) خاصة في أول خمسة أيام بعد الولادة (لأنها الفترة الحرجة بالنسبة لتأثير الصفراء على خلايا المخ).
ومن الأعراض التي تظهر على الطفل وتعد مؤشر لزيادة نسبة الصفراء هي:
1- القيئ
2- الحُمي
3- بول غامق أو براز فاتح
4- خمول
5- لا يتغذى بشكل جيد
6- يصرخ صراخ عالٍ بدون سبب
طرق الوقاية
من أهم طرق الوقاية لحالات الصفراء عند حديثي الولادة هي الرضاعة الطبيعية.
فعليكِ عزيزتي الأم أن تُرضعي طفلك من ٨ ل ١٢مرة في اليوم في الأيام الأولى من ولادته، أو الحصول علي من 30 ل 60 ملليليترات من حليب الأطفال الصناعي كل ساعتين أو ثلاث ساعات خلال الأسبوع الأول.
العلاج
الصفراء البسيطة تختفي دون علاج في فترة تتراوح من أسبوعين إلي ثلاثة أسابيع. أما الحالات المتوسطة و الشديدة تحتاج لتدخل طبي، وتكون طرق العلاج كالآتي:
1- حصول الطفل علي تغذيه كافية كما ذكرنا في الوقاية.
2- العلاج بالضوء:
حيث يُوضع الطفل في جهاز خاص أو حضانة مزود بها مصباح أو مصابيح تشع ضوء بطول موجي معين.
وينام فيها الطفل بدون ملابس على البطن أو الظهر، مع تغطية العين والأعضاء التناسلية. ويتغير وضع نومه كل 6 ساعات.
حيث تعمل هذه الطريقة على أكسدة البيلليروبين بواسطة الضوء، لجعله يذوب أكثر في الماء، ليتخلص منه الجسم عن طريق البول أو البراز.
و فعالية العلاج الضوئي تعتمد على مساحة السطح المُعرضة من جسم الطفل للضوء، فكلما زادت مساحة السطح، زادت فعالية العلاج.
والجدير بالذكر أن العلاج الضوئي يُحدث تحسنا ملوحظا في خلال يومين، كما أنه علاج آمن لطفلك، ولا تصاحبه مضاعفات.
3- الحقن الوريدي بالجلوبيولين المناعي
ربما يقلل الصفراء، أو يقلل فرصة الاحتياج إلي تبديل الدم ؛في حالة إذا ما كانت الصفراء ناتجة عن عدم توافق فصائل دم الطفل و الأم.
4- تبديل الدم
يلجأ الأطباء لهذا الحل عند عدم الاستجابة للعلاج الضوئي، حيث يحدث استبدال دم الطفل المحتوي على مادة الصفراء بدم خال من الصفراء، مع مراعاة استعمال فصيلة الدم المناسبة.
وأخيرا عزيزتي الأم
فإن الصفراء عند حديثي الولادة من الحالات الشائعة، والتي لا تستلزم القلق في أغلب الأحيان. ولكن عليكِ متابعة طفلك، ومتابعة أي تغييرات تطرأ عليه. واستشارة الطبيب المتخصص دائما.