الروتين اليومي لطفلك يشبه جهاز تحديد المواقع الملحق بسيارتك؛ فالطفل يحتاج دومًا أن يعرف أين يضع قدماه، فهو كخريطة زمنية بالنسبة له.
يحتاج فقط أن يعتاد هذا الروتين ليصبح مرشده الدائم خلال يومه، وبمجرد تعلمه مفهوم الوقت، يمكنه اتباع هذا المرشد دون تدخلك.
ولا بد أن تتأكدي من أن الروتين المناسب = حياة أسهل.
إن وضع روتين مناسب لطفلك سيساعدك على سرعة إنجاز المهام، وقضاء وقت أطول مع العائلة دون الشعور بالذنب، أو التقصير.
كما أنه سيجعل التفاصيل اليومية أسهل كثيرًا؛ فالصباحات الصاخبة ستمر أسرع وأسهل، إذا التزم كل فرد في الأسرة بدوره المحدد مسبقًا.
أهمية الروتين اليومي لطفلك
1- يساعد جدول الروتين اليومي لطفلك على تعلم قيمة الوقت، وكيفية التنظيم، وإدارة المهام. وإشراكه في روتين المنزل يرسخ قيم التعاون، وتحمّل المسئولية.
كما أن تمكّن الطفل من الالتزام بالروتين معتمدًا على نفسه يساعده على الشعور بالاستقلالية.
2- الروتين اليومي لطفلك يساعد على ارتباطه بموعد ثابت، وروتين محدد للنوم، يساعد على تنظيم ساعته البيولوجية، والنوم بعمق. ويسهل وقت الاستعداد للنوم.
كما أنه يوفر فرصة لقضاء وقت خاص بالطفل والوالدين. وممارسة طقوس النوم الخاصة به مثل الغناء أو الحكايات. كما أن بعض الأبحاث أثبتت أن الالتزام بروتين محدد للنوم يطور مهارات الطفل الإدراكية، والتنفيذية، وتقوية الذاكرة.
3- التزام الطفل بروتين لغسل يديه، وتنظيف أسنانه، وتفاصيل نظافته الشخصية يساعده على اكتساب عادات صحية على المدى الطويل.
كذلك العادات الغذائية السليمة، مثل تناول الأكل الصحي، كالخضار والفاكهة خلال اليوم، أو عدد مكعبات الشوكولا المسموح بها يوميًا أو أسبوعيًا.
4- وجود نمط منظم متوقع للأنشطة اليومية، يمنح الطفل شعورًا بالطمأنينة والأمان، لأن إدراك الطفل لنظام بيئته، ودوره فيها إلى جانب أدوار المحيطين به، يوفر مناخًا من الراحة والثقة.
كما أن الطقوس العائلية الخاصة، مثل الاحتفالات العائلية، أو تزيين المنزل للمناسبات المختلفة تدعم لدى الطفل حس الانتماء.
التجمع بشكل روتيني مع العائلة أو الأصدقاء، أو قضاء بعض الوقت في النادي أسبوعيًا، يساعد في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية، وتطوير قدرته على التواصل.
اقرأ أيضا: فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال
تقوية الروابط الأسرية
هل تعلمين أن الروتين اليومي لطفلك يساعد في تقوية الروابط الأسرية كثيرًا. فاليوم المخطط مسبقًا يمنح أطفالك الشعور بالأمان والثقة بأن كل شيء تحت السيطرة، كما يساعد الأبوين على الشعور بالتنظيم، والقدرة على التعامل مع ضغوط الحياة.
أيضًا سيكون هناك مزيد من الوقت لممارسة نشاط جماعي، أو عقد اجتماع عائلي أسبوعي، أو شهري.
والالتزام بالاجتماع على مائدة الطعام لوجبة واحدة على الأقل، هي فرصة ذهبية لتوطيد العلاقات.
فنصف ساعة من التواصل الإنساني بين أفراد الأسرة دون هواتف ذكية، وكل شخص لديه إمكانية سرد أحداث يومه، ويستمع إليه الآخرون، ويناقش الجميع القرارات المشتركة، كل ذلك سيساعد على تقوية العلاقة الأخوية بين الأطفال.
سيساهم ذلك أيضًا في إنشاء علاقة زوجية مستقرة. فوسط زحام التفاصيل اليومية، وتزايد الأعباء والمسئوليات، وصعوبة تربية الأطفال، قد تتوتر العلاقة بين الزوجين، وتتحول إلى قائمة من المهام والطلبات اللانهائية.
لذلك الحفاظ على بعض الطقوس، أو الروتين الخاص مهما كان بسيطًا كفنجان قهوة صباحي يوم الإجازة، أو السهر لمشاهدة فيلم كل أسبوع، يبعث الدفء في العلاقة الزوجية.
يجب أن نؤكد أنه من السهل أن تبالغي في وضع الروتين اليومي لطفلك دون أى متنفس، ولكن من الجيد أن يكون للأطفال وقت فراغ من أجل اللعب والمرح والإبداع.
كما أن الروتين لا يعني أنك وأسرتك صارمين، أو لا تتمتعون بالمرونة؛ فبإمكانكم دائمًا إجراء تعديلات مناسبة لجعل حياتكم أسهل وألطف.
نصائح لروتين يومي ناجح لطفلك
إن إدارة الحياة اليومية، ومتابعة تفاصيل العمل، والمنزل، والأطفال تستهلك الكثير من الوقت والطاقة، اللذين يمكن توفيرهما بالتخطيط، ووضع الروتين المناسب.
وهنا ستجدين بعض الإرشادات التوجيهية لخلق روتين يناسبك أنتِ، وطفلك.
عوّدي طفلك على روتين محدد للنوم منذ مرحلة مبكرة: عندما يكون لديك توقيت محددللنوم تواظبين عليه، سيسهل عليك أكثر خلق روتين لطفلك خلال النهار. ومن أفضل طرق تثبيت موعد النوم، البدء بالالتزام بروتين لوقت النوم تستطيعين أنت وطفلك الاعتماد عليه ليلة بعد ليلة.
تعديل روتين طفلك ليتناسب مع عمره
فيما تراقبين أنماط سلوك طفلك، ربما تجدين أن الوقت حان لتغيير الروتين.
كلما كبر طفلك، سيحتاج إلى أوقات قيلولة نهارية أقل، ومزيد من أوقات اللعب والتحفيز. وعندما تحدث هذه التغيرات في مراحل نمو طفلك، سيتغير روتينه أيضاً.
لا تنسي عنصر المرح
تنظيم الوقت لا يعني وضع جدول مكدس بالمهام لا وقت فيه للعب والمرح، يجب أن يكون الروتين بسيطًا لا يخلو من المرح.
اقرأ أيضا: اعراض الاكتئاب عند الأطفال
إضافة عادات جديدة
أسهل طريقة لتعلم الطفل عادة جديدة هي ربطها بعادة أخرى قديمة. فمثلًا: إذا كنت تريدين أن يعتاد طفلك تنظيف غرفته يوميًا، يمكن أن تخصصي لذلك وقتًا قبل موعد الغداء اليومي المعتاد.
المدى الزمني
ضعي روتينًا يوميًا لترتيب أنشطة اليوم المختلفة بداية من الاستيقاظ، وروتين الصباح، وحتى روتين النوم، ثم خطة أسبوعية تتضمن الأحداث، والأنشطة على مدار الأسبوع، وكذلك الشهر.
لا ترفعي سقف توقعاتك
حددي المهام التي يمكن لطفلك القيام بها بمفرده، والمهام التي تحتاج للمساعدة، وبالتالي تجنّب الضغط عليه، وإصابته بالإحباط؛ بسبب عدم قدرته على الإنجاز، كذلك تجنّب ما يمكنه إلهائه أو تعطيله.
ستعترض تفاصيل الحياة اليومية الروتين اليومي لطفلك أيضاً.
سيكون لكل من العطلات، والأشقاء الأكبر سناً، والخطط مع الأصدقاء والعائلة دوراً مؤثرًا. فلا يجب أن تؤدي تلك الفواصل، والانقطاعات بين الحين والآخر إلى تعطيل روتين طفلك بشكل كبير.