التهاب الزائدة الدودية البسيط هو أحد الأسباب الرئيسية للشعور بآلام البطن، ولكن السبب الرئيسي لهذه الحالة غير معروف.
لكن حسب الدراسات يُعتقَد أنَّ حدوث التهاب الزائدة الدودية البسيط يرجع إلى انسداد جزء من الزائدة الدودية .
لكن قبل أن نبدأ في الحديث عن أعراض التهاب الزائدة الدودية البسيط دعونا، أولا نعرف ما هي الزائدة الدودية ، و أين تتواجد وما الفرق بين الزائدة الدودية و القولون ؟
ما هي الزائدة الدودية ؟
الزائدة الدودية عبارة عن أنبوب رفيع يصل طوله إلى ما يقارب 10 سم، و هي عبارة عن جزء من الأمعاء الموجودة داخل جسم الإنسان، و ترتبط بما يعرف ب (المصران الأعور) .
وهذا الأنبوب يقع في الغالب في الشق الأيمن من البطن، في النقطة التي تصل الأمعاء الدقيقة بالأمعاء الغليظة تحديداً .
بينما القولون يعرف بالأمعاء الغليظة، ويعتبر المصران الأعور أول أجزاء القولون، و هو الجزء الذي يرتبط باللفائفي و الذي يُمثّل آخر أجزاء الأمعاء الدقيقة.
وحتى يومنا هذا لم يستطع العلماء معرفة الوظيفة الفعلية للزائدة الدودية، ويعتقد البعض أنّها بلا فائدة؛ إذ أن استئصالها لا يؤثر في صحة المصاب عامةً و لا يؤدي لأية مشاكل صحية ملحوظة .
لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون لها بعض وظائف المناعة، مما يساعد نظامنا على إعادة التوازن إلى نفسه بعد حدوث مرض معدي في الأمعاء.
و يمكن القول أن أغلب المشاكل الصحية التي تصيب الزائدة الدودية هو الالتهاب، ولكن من الممكن أن تصاب بالأورام في بعض الحالات.
و هذه الأورام قد تكون أورام حميدة أو أورام سرطانية، والجدير بالذكر هنا أيضاً إلى أن أورام الزائدة الدودية نادرة الحدوث.
وأظهرت بعض الدراسات أن إزالة الزائدة الدودية الملتهبة له تأثير وقائي، حيث أشارت الأبحاث إلى أن الشباب الذين خضعوا لعملية استئصال الزائدة الدودية بسبب التهاب الزائدة الدودية البسيط لديهم مخاطر أقل للإصابة بالتهاب القولون التقرحي.
أعراض التهاب الزائدة الدودية البسيط
يمكن اكتشاف التهاب الزائدة الدودية بظهور واحد أو أكثر من هذه الأعراض على المريض:
1- الشعور بألم مفاجئ يبدأ حول السرة، و ينتقل إلى المنطقة السُّفلية من الجهة اليُمنى للبطن .
2- ألم مفاجئ يبدأ في الجانب الأيمن بالجزء السفلي من البطن .
3- حمى بسيطة، و التي قد تتزايد مع تطور الالتهاب .
4- الشعور بألم يزداد عند السعال، أو السير، أو عند القيام بحركات مفاجئة .
5- الإصابة بالإسهال، أو الإمساك .
6- حدوث انتفاخ للبطن .
7- الغثيان والقئ .
8- فقدان الشهية .
أسباب التهاب الزائدة الدودية البسيط
من أشهر أسباب التهاب الزائدة الدودية هو إفراز الغشاء الداخلي لها لمادة مخاطية بشكل مستمر والتي تؤدي إلى انسدادها، حيث تنتفخ، ويزيد حجمها، وهذا الذي يسبب تجمع كمية كبيرة من البكتيريا فيها .
ويتسبب هذا في الشعور بألم حاد في البطن، وهذا الألم يزداد مع زيادة انتفاخ الزائدة .
ومن المهم التوجه للجهات الطبية المتخصصة للقيام بالجراحة الفورية لعلاج هذا الالتهاب، لتجنب حدوث مضاعفات بكتيرية .
ومن أهم الأسباب المؤدية لالتهاب الزائدة الدودية :
1- زيادة نمو الخلايا الموجودة في النسيج الليمفاوي داخل الزائدة .
2- انسداد الزائدة الدودية، ويعد من أكثر الأسباب انتشاراً .
3- وجود بقايا أجسام غريبة في الأمعاء .
4- الإصابة بالديدان المعوية .
عوامل خطر الإصابة بحالة التهاب الزائدة الدوديّة البسيط
أي شخص يمكن أن يصاب بالتهاب الزائدة الدودية، لكن هناك بعض العوامل عند بعض الأشخاص تزيد من احتمالية الإصابة بالالتهاب عندهم أكثر من غيرهم، وهذه العوامل يُمكن ذكر بعض منها فيما يأتي:
1- الأشخاص الذين لديهم تاريخ وراثي لالتهاب الزائدة الدودية.
2- نقص الألياف في النظام الغذائي .
3- غالباً ما يكون الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15-30 سنة هم أكثر عرضة للخطر .
4- التهاب الزائدة الدودية أكثر شيوعاً عند الذكور .
تشخيص التهاب الزائدة الدودية
هناك بعض الإجراءات التي يجب اتباعها لتشخيص حالات التهاب الزائدة الدودية البسيط بطريقة صحيحة .
يقوم الأطباء بتشخيص التهاب الزائدة الدودية بناءً على الأعراض والنتائج التي يعاني منها المريض أثناء الفحص، فعادة ما يعاني الشخص المصاب بالتهاب الزائدة الدودية من ألم متوسط إلى شديد.
وهناك عدد من طرق التشخيص و منها ما يأتي:
1- الفحص الجسدي: وهذا عن طريق الضغط على المنطقة اليُمنى أسفل البطن فؤدي إلى زيادة الشعور بالألم عند المريض .
2- اختبار الدم: ويتم هذا من خلال التحقق من عدد خلايا الدم البيضاء، حيث تزداد عند وجود الالتهاب .
3- الفحص الشرجي: حيث أن المريض قد يشعر ببعض الألم عند فحص المنطقة اليُمنى من المستقيم .
4- تصوير البطن: ويكون من خلال الأشعة المقطعية الحوسبية ، أو الموجات فوق الصوتية .
أطعمة يجب تجنبها عند الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية
أحد العوامل المساعدة في العلاج هو اتباع نظام غذائي صحي عند التعامل مع مشكلة التهاب الزائدة الدودية، على الرغم من أنه لا يمكن منعها .
و هناك بعض الأمثلة على الأطعمة التي يجب تجنبها في حال وجود التهاب الزائدة الدودية، منها:
1- الأطعمة الغنية بالدهون لأنها صعبة الهضم .
2- اللحوم .
3- البيض المطبوخ.
4- الجبن.
5- الحليب كامل الدسم.
6- الشيكولاتة.
7- البوظة.
8- الأطعمة المقلية، والتي تحتوي على نسب عالية من الزيوت أو الزبدة .
9- الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكر مثل الحلوى و الكعك .
10- الأطعمة المعلبة و العصائر .
11- المشروبات الغازية.
12- المشروبات الكحولية.
13- الفلفل والتوابل.
14- الفاصولياء و الخضراوات التي تسبب تكون الغازات في البطن.
15- المخبوزات التي تحتوي على الحبوب و الدقيق الأبيض .
نظام غذائي لتجنب التهاب الزائدة الدودية
بالرغم من عدم وجود طرق مضمونة لمنع التهاب الزائدة الدودية، قد يكون هناك طرق تساعد في تجنب هذه الحالة؛ و التي تشمل
نظام غذائي صحي غني بالألياف.
قد يكون تناول أطعمة غنية بالألياف أحد أفضل الطرق لتجنب التهاب الزائدة الدودية، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأفراد الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غنياً بالألياف أقل عرضة للإصابة بالتهاب الزائدة الدودية .
ويعتقد أن سبب ذلك يرجع إلى أن عملية هضم الألياف هي التي تسمح للطعام بالمرور خلال الجسم بسهولة، وهذا يحقق الاستفادة من العناصر الغذائية، والتخلص من الفضلات والبكتيريا و أي عناصر ضارة و التي قد تسبب التهاب الزائدة الدودية .
ومن أمثلة الأطعمة التي تحتوي على الألياف:
1- الحبوب الكاملة.
2- الفواكه.
3- الخضراوات.
4- الفول، والبقوليات.
5- المكسرات.
6- الشوفان، و البرتقال، و بابايا، و جذور الشمندر .
7- الجزر، الطماطم، الخيار، السبانخ.
8- بالإضافة إلى أنه من الممكن استخدام المكملات الغذائية للحصول على الألياف .
وبوجه عام فإن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسب قليلة من الدهون المشبعة، والدهون الغير مشبعة، والكوليسترول الضار يمكن أن يقلل فرصة الإصابة بالمرض و الالتهابات بشكل عام بما فيها التهاب الزائدة الدودية .
بعض التحذيرات و الإرشادات للتعامل مع التهاب الزائدة الدودية البسيط
1- إن تأخير تشخيص التهاب الزائدة الدودية وعلاجها يزيد من خطر حدوث مضاعفات.
وأحد هذه المضاعفات هي (الانثقاب) والذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم القيح (الصديد) حول الزائدة الدودية أو عدوى تنتشر في جميع أنحاء بطانة البطن والحوض .
على سبيل المثال، خطر حدوث ثقب بعد 36 ساعة من ظهور أعراض التهاب الزائدة الدودية البسيط لأول مرة هو 15٪ أو أكثر.
2- التشخيص المبكر لالتهاب الزائدة الدودية عند الرضع والأطفال يساعد على منع الانثقاب ويمنع تكون الخراج و مضاعفات ما بعد الجراحة، و يمكن أن يقلل التكلفة عن طريق تقصير فترة الاستشفاء .
3- يجب قبول جميع المرضى المسنين الذين يتم تقديمهم إلى المستشفى يعانون من آلام في البطن وفحصهم .
4- يمكن الخلط بين الحمل خارج الرحم والتهاب الزائدة الدودية؛ يحدث ذلك عندما تُزرع البويضة الملقحة في قناة فالوب بدلاً من الرحم؛ وهذه حالة طبية طارئة .
علاج التهاب الزائدة الدودية
هناك العديد من الطرق التي يستخدمها الأطباء في علاج حالات التهاب الزائدة الدودية البسيط و من هذه الطرق
1- إجراء العمليات الجراحية لإزالة الزائدة الدودية .
2- تصريف الإبرة أو الجراحة لتصريف الخراج .
3- استخدام المضادات الحيوية؛ حيث أن في أغلب حالات الإصابة ينصحهم الأطباء باستخدام المضادات الحيوية بدلا من اللجوء إلى العمليات الجراحية.
ومن أمثلة المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج التهاب الزائدة الدودية البسيط هي الجنتاميسين و الأمبيسيلين .
4- استخدام مسكنات الآلام .
5- السوائل الوريدية.
6- الاعتماد على حمية سائلة.
7- قد يفيد استخدام الاعشاب؛ مثل الكركم.
في حالات نادرة، قد يتحسن التهاب الزائدة الدودية بدون جراحة .
و لكن في معظم الحالات، ستحتاج إلى عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية؛ يُعرف هذا باسم استئصال الزائدة الدودية .
التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل
إن الإصابة بالتهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل هو السبب الأكثر شيوعًا لحاجة النساء إلى الجراحة أثناء الحمل .
تشير الدراسات إلى أن 1 من كل 1500 امرأة حامل تلجأ إلى عملية استئصال الزائدة الدودية أثناء الحمل .
فواحدة من أكبر مشاكل التهاب الزائدة الدودية أثناء الحمل هي مشكلة التشخيص بسبب التغيرات الجسدية التي تحدث في جسم المرأة الحامل، حيث يسهل التشخيص في الثلث الأول والثاني من الحمل .
ونشير هنا أن التشخيص المبكر هام جدا وهذا لأنه كلما تأخرت أكثر، زادت احتمالية إصابتك بمضاعفات مما يحتم التعرض لإجراء عملية جراحية .
وأحد هذه المضاعفات هي فقد الجنين والتي تصل إلى نسبة 36٪، تزداد احتمالية حدوث ذلك في الثلث الأخير من الحمل .