.أطفالنا أحبابنا وفلذات أكبادنا؛ دائما نسعى إلى أفضل وأنسب الطرق للتعامل معهم وتربيتهم.
فعندما يُولد طفل جديد تتأهب العائلة كلها من أجل استقباله لتهيئة البيئة المناسبة لينمو الطفل سليم من الناحية الصحية والجسدية.
ولكل طفل شخصية مختلفة عن باقي الأطفال، بل قد يكون مختلف عن إخوته.
وتشتكي الكثير من الأمهات من طفلها العنيد أو العصبي ولا تعلم كيف تتعامل معه.
لذا في هذا المقال سنتعلم كيفية التعامل مع الطفل العنيد وتحقيق الاستفادة القسوى من شخصيته وعناده.
اقرأ أيضا: علاج فرط الحركة وتشتت النتباه عند الأطفال
من هو الطفل العنيد؟
الطفل العنيد هو الذي لايقوم بتنفيد رغبات والديه، يريد دائما أن يشعر بالاستقلالية وأنه يمتلك حياته وعالمه الخاص؛ فهو القائد فيه والآمر الناهي بداخله ولا صوت لأحدٍ يعلو فوق صوته.
إذا قولت له لا تأكد أنك ستدخل معه في معركة كبيرة ستكون أنت الخاسر في كل الأحيان.
فإن أطاعك غصباً؛ اعلم أنك خسرت شيء من حبه لك وكذلك يتملك منه الإحساس بالظلم (هذا عالمي لماذا يتدخلون هكذا).
وإن عصاك فأنت أيضاً الخاسر، فإذا كان طفلك عنيد فمن المؤكد أنك ستعاني بعض الشئ في تربيته والتعامل معه؛ فالأمور التي لا تستغرق سوى دقائق لينهيها من الممكن أن تستغرق ساعات!
لذا وجب عليك الصبر؛ لأن العند سيولد عند، والعصبية ستولد عصبية، وستجد أنك لاتفعل شي سوى الصراخ وتجد أن تربيتك له لا تؤتي ثمارها.
نصائح التعامل مع الطفل العنيد
إليك بعض النصائح التي تساعدك على التعامل مع طفلك العنيد بطرق إيجابية، وتساعدك في الاستفادة من مهاراته وذكائه:
1- أنصت إليه جيداً
دائما استمع لوجهة نظره وسبب رفضه وماذا يريد، دعه يُفضي إليك بكل ما يدور بداخله.
استمع إليه بكل جوارحك وأظهر اهتمامك بكل ما يقوله لك وفي وقت استماعك له لا تقل له شئ؛ فقط حاول تهدئته واحتوائه ليخرج من نوبة العصبية والعناد.
2- تفاوض معه
وهنا يأتي دور المربي، وقد هيأ الطفل في الخطوة السابقة للاستماع إليه فهو الآن ممكن أن ينصت لما تقوله ويتقبل توجيهك.
عندما تتحدث إليه انزل لمستوى طوله وابدأ في شرح الأمر،خطورته وعواقبه وماذا يجب أن نفعل.
استغل الموقف جيدا في تعليمه الفرق بين الصواب والخطأ، لا تقل لا أبدا؛ فلا عنده تعني أنك تهاجمه وتلغي شخصيته التي يسعى دائما لإثباتها.
حاول أن تعطيه الأوامر بشكل غير مباشر؛ على سبيل المثال:
(يأكل طفلك بيده وأنت تريده أن يأكل بالملعقة) فمن الخطأ أن تقول له لا تأكل بيدك ولكن الأفضل أن تقول:
(ما رأيك أن تأكل بالملعقة ثم اشرح أهمية ذلك في الحفاظ على نظافته).
3- دع له حرية الاختيار
حرية الاختيار وعدم استخدام الأمر والنهي دائما تفيد في التعامل مع الطفل العنيد.
لذلك حاول دائما أن تعرض الأمر في صورة اختيار حتى لا يشعر الطفل أنه محاصر بالرفض فيتجه إلى استخدام الأسلوب الدفاعي ويلجأ للرفض.
وهنا يظهر ذكاء المربي في وضع الخيارات الصحيحة المناسبة دون إشعار الطفل أنه مُقاد.
فمثلاً كنت في الماركت ويريد طفلك الحصول على الكثير من الألعاب وأنت لا تريد سوى شراء لعبة واحدة:
لا تقل له لن نشتري سوى هذه ولكن قل له (مارأيك أن نشتري هذه المرة لعبة واحدة وفي المرة القادمة سوف نشتري المزيد).
ستجد أن الطفل بدأ في الاقتناع والتراجع، وإذا لم يتراجع الطفل امنحه الوقت الكافي ليهدأ ودعه يبادر هو بالحديث إليك وعندئذ حاول إقناعه مجددا.
4- امدح طفلك
حاول دائما أن تثني على أفعاله الحميدة بينك وبينه وكذلك أمام الجميع ليشعر الطفل بقيمة الفعل الحسن؛ يعزز ذلك السلوكيات الإيجابية عند الطفل ويشعره بالرغبة في تكرارها.
لا تصتصغر أبدا أي شيء جيد يقوم به طفلك العنيد ولا طاعته لك.
وإن كانت بعد خوض نقاشات عديدة فأنت لا تعلم ماذا كلفه ذلك من فهم ومحاولات لكبح جماح شخصيته؛ فدائما امدحه وقل له كلمات التشجيع وأشعره أنه مصدر فخر لك.
5- مشاركة الطفل في الأعمال المختلفة
حاول أن تجد أنشطه مشتركة تقومان بها سوياً فإذا كنت تريده أن يقوم بعمل واجباته المدرسية؛ قل له هيا لنفعل الواجب سوياً وشاركه في ذلك.
دعه يشاركك في إعداد الطعام، اقرأ له قصه قبل النوم واستغل ذلك في اختيار قصة مناسبة لإيصال رسالتك إليه.
لذا فإن المشاركة تجعل التعامل مع الطفل العنيد أسهل حيث يقوم الطفل بفعل ما تريده دون أن يشعر أنه مُقاد أو أنه يقوم بتنفيد أوامرك.
6- ترك مساحة للتنفس واتخاذ القرار
لامانع أبدا من إعطاء الطفل بعض المساحة لاتخاذ القرارات.
اترك له الحرية في اختيار لعبته وملابسه وقم بلفت انتباهه إلى ذلك كأنك تخبره أنه حر وله متسع الحرية في اتخاد قراراته.
فذلك يساعدك في تسهيل عملية توجيهه في المرة القادمة إذا أردت منه فعل شيء.
7- الاحترام والاهتمام والحب
طفلك هو النعمة التي يجب أن تحافظ عليها فليس معنى أن الطفل عنيد أنك لا تعطيه حبك وطيلة الوقت لا تظهر له سوى العصبية والتوجيهات.
قد يكون التعامل مع الطفل العنيد صعب ولكنه ليس مستحيل، إذا قرأت طفلك جيداً ودرست شخصيته فيمكنك أن تروضه بشكل صحيح.
حاول دائما أن تحترم طفلك ولا تحقر منه أمام أحد، أظهر له حبك وعطفك.
احتضنه في نوبات العصبية والبكاء فأنت بوابته نحو الحياة وفي عالم الأطفال البريء القليل من الحب لا يكفي؛ فهم يحتاجون إلى الكثير من الحب والحنان والاهتمام.
لذا عزيزي المربي لا تجعل التعامل مع الطفل العنيد مشكلة ولا تتثاقل الأمر فكلما تثاقلت تربيته زاد الضغط النفسي عليكما.
خد الأمر بسلاسة حتى ينمو طفلك في بيئة صحية خالية من العنف والتوتر النفسي.
كل ماعليك فعله هو منحه الحب والاهتمام والرعاية، والمحاولة المستمرة لفهمه.
فإذا استطعت تربيته تربية سليمة وتوجيه شخصيته بطريقة سوية؛ فاعلم أنك ستربي قائدا ينفع وطنه يوما ما.