ثبات الوزن في الريجيم ا أهم أسباب ثبات الوزن وتفاديها للوصول لوزن مثالي

عانت هدى لفترة طويلة في حياتها من مشكلة ثبات الوزن التي كانت عائقا أمام فقدان الوزن المطلوب والحصول على الوزن المثالي. فمن هي هدى؟ وكيف استطاعت التغلب على تلك المشكلة؟
هدى هي فتاة كانت تعاني من الوزن الزائد، وكانت هذه الزيادة تمثل لها مشكلة ترغب في التخلص منها، بحثت هدى عن حل لمشكلتها على صفحات الإنترنت فوجدت نظام غذائي يساعدها على فقدان الوزن الزائد، اتبعت هدى نظام الحمية الغذائية بحذافيره وكانت تزن نفسها كل أسبوع لتجد أنها فقدت عدة كيلوجرامات من وزنها مما كان يسبب لها سعادة غامرة.
حتى حدث أن ذهبت هدى في أحد الأسابيع لتزن نفسها كالمعتاد لتفاجئ بأن وزنها ثابت لم يتغير بالرغم من أنها مازالت تسير على نفس خطوات الريجيم تماما وبدقة .
لم يضعف هذا من عزيمة هدى وقررت أن تكمل ما بدأته وهي واثقة أنها ستصل لهدفها إذا استمرت على هذا النظام، ولكنها فوجئت في الأسبوع التالي أن وزنها مازال ثابتا بالرغم من التزامها بالنظام الغذائي.
وهنا بدأت عزيمة هدى تفتر وشعرت أنها تعذب نفسها بالحرمان دون جدوى، واستسلمت لشهوة الطعام وتخلت عن حميتها، مما سبب لها الشعور بالاكتئاب والحزن، وعندما لاحظت إحدى صديقاتها حزنها واكتئابها لهذا السبب أشارت عليها بأن تستشير طبيبا مختصا لمساعدتها في حل مشكلتها.
عندما توجهت هدى للطبيب شرح لها أن مشكلة ثبات الوزن التي عانت منها هي مشكلة تصيب أغلب متبعي الحميات الغذائية في فترة ما، وأن هذه المشكلة لها عدة أسباب يجب أن يعرفها جيدا كل من يريد إنقاص الوزن حتى يستطيع أن يصل لمبتغاه.

أهم أسباب ثبات الوزن

1- الوراثة

تعد الوراثة أحد الأسباب التي تلعب دورا في ثبات الوزن وإبطاء معدل الحرق، وبالرغم من أن هذا الأمر قد يسبب إحباطا للعديد من الأفراد وقد يكون أحد أسباب التكاسل والتراخي، ولكن في الواقع الوراثة ليست عائقا أمام فقدان الوزن لأنه يمكن التغلب على هذا العامل عن طريق حل المشاكل الأخرى ومراعاة بعض العوامل التي سنعرضها لاحقا.

2- قلة الحركة

يفرض الروتين اليومي على العديد من الأفراد الجلوس لفترات طويلة في مكان العمل أو المنزل، وهذا يشكل عاملا مهما في تقليل معدل الحرق وهو الأمر الذي يسبب ثبات الوزن لاحقا، ولذلك ينصح بضرورة الحركة يوميا لمدة ربع ساعة على الأقل عن طريق المشي بالخارج، أو المشي في البيت أو مكان العمل ويمكن الاستعانة بالمشاية الكهربائية في المنزل لممارسة المشي، مع العلم أنه يمكن الاستعانة بالحركات البسيطة لحرق المزيد من السعرات مثل صعود الدرج (السلم)، التنظيف، الوقوف والجلوس لعدة مرات وغيرها من الحركات الأخرى المساعدة.
وقد أثبتت إحدى الدراسات أن السعرات التي تم حرقها أثناء الجلوس مع ممارسة الكتابة على جهاز الكمبيوتر كانت أكبر من السعرات التي تم حرقها أثناء الجلوس لمشاهدة التليفاز، مما يعني أنه كلما زادت الأنشطة والحركة التي نمارسها كلما زاد معدل الحرق .

3- قلة الكتلة العضلية

تشكل نسبة الكتلة العضلية أحد العوامل الهامة المؤثرة على معدل الحرق وثبات الوزن، وتتناسب الكتلة العضلية تناسبا طرديا مع معدل الحرق (وهذا يفسر ارتفاع معدلات الحرق في الرجال عن النساء) فكلما زادت الكتلة العضلية كلما زادت معدلات الحرق.

وبالطبع فإن زيادة الكتلة العضلية يحدث عن طريق التمارين الرياضية، وخاصة تمارين المقاومة التي تعتمد على الأوزان سواء وزن الجسم أو الاستعانة بالأوزان المساعدة، وفي دراسة أجريت على مجموعة من الأفراد لمدة ستة أشهر وجدوا أن الأشخاص الذين قاموا بأداء تمارين المقاومة لمدة 11 دقيقة في اليوم ، ثلاثة أيام أسبوعيا زادت معدلات الحرق لديهم بنسبة 7.4% أثناء فترات الراحة، كما زادت عدد السعرات التي يتم حرقها يوميا إلى 125 سعر حراري.

4-العمر

يشكو العديد من الأفراد من حدوث زيادة في أوزانهم بتقدم العمر على الرغم من عدم اختلاف كمية ونوع الطعام الذي اعتادوا تناوله، ويرجع هذا إلى حقيقة أنه بتقدم العمر تقل معدلات الحرق لأجسامنا، فمعدلات الحرق في فترة العشرينات تختلف عنها في الثلاثينيات وهكذا.

ويرجع انخفاض معدلات الحرق بتقدم العمر لعدة عوامل منها أنه بتقدم العمر تقل الكتلة العضلية في جسمك (حيث تفقد 3-5% من نسبة العضلات بعد سن الثلاثين وذلك كل 10 سنوات)، وكذلك يقل نشاطك الحركي في أغلب الأحوال (وقد سبق وذكرنا أهمية هاذان العاملان في تخطي مشكلة ثبات الوزن) بالإضافة لانخفاض كفاءة عمليات الأيض (حرق الطعام) داخل جسمك.

وأثبتت الأبحاث أن مداومتك على ممارسة الحركة (سواء الحركات البسيطة مثل الوقوف، تنظيف المنزل، غسيل الأطباق، صعود الدرج أو التمارين الرياضية القوية) تساعد على عدم انخفاض مستويات الحرق لديك بتقدم العمر.

وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين عالية الشدة (تمارين الكارديو) تسبب حرق السعرات حتى بعد إنهاء التمرين، وقد تصل نسبة الحرق إلى 190 سعر حراري في خلال 14 ساعة بعد إنهاء التمارين.

5- الريجيم القاسي

وقد يبدو هذا الأمر غريبا للعديد من الأشخاص، حيث يتوقع أغلب الأشخاص أنه كلما قلت نسبة الطعام التي تتناولها يوميا كلما زادت نسبة الحرق، ولكن الحقيقة هي أن اتباع حمية منخفضة السعرات هي من أهم أسباب ثبات الوزن لأنها تسبب حالة من التجويع للجسم حيث يشعر الجسم بأنه يمر بفترة مجاعة فيقوم بتخزين نسبة كبيرة من الطعام الذي يتناوله الفرد بينما يحرق القليل جدا من الطعام للحصول على الطاقة.

ولذلك يجب اتباع حمية مناسبة لك تعتمد على وزنك ونشاطك اليومي وعاداتك الغذائية، وهنا يجدر الإشارة إلى أن الحمية التي تناسب فرد ما لا تناسب بالضرورة شخص آخر، لذلك فعليك اللجوء للطبيب المختص لتحديد النظام الذي يناسبك.

6- الإصابة ببعض الأمراض

قد يرجع ثبات الوزن أحيانا إلى وجود مرض ما مثل كسل الغدة الدرقية أو السكري، ولذلك إذا كنت تعاني من تلك المشكلة فعليك عمل التحاليل المناسبة للتأكد من عدم الإصابة بتلك الأمراض.

7- قلة شرب الماء

شرب الماء يحل مشكلة ثبات الوزن

أثبتت الدراسات أن شرب الماء بكميات كافية يوميا (من 2-4 لتر) يساعد على إنقاص الوزن وذلك من خلال عاملين أساسيين:

أ- يساعد شرب الماء على تحفيز وظيفة الميتوكوندريا ( العضو المسؤول عن إنتاج الطاقة في الخلية) وبالتالي فهو يزيد من معدلات الحرق.

ب- يساعد شرب الماء على الشعور بالامتلاء والشبع.

ولذلك فإن قلة شرب الماء له دور في ثبات الوزن، وحيث أن العديد من الأفراد ينسى شرب الماء بكميات كافية وخاصة في الشتاء، فقد ظهرت العديد من تطبيقات الهاتف التي تقوم بتذكيرك بشرب الماء أكثر من مرة خلال اليوم.

8- تغير هرمونات الجسم

يمر جسم المرأة بالعديد من التغيرات الهرمونية خلال المراحل  العمرية المختلفة مثل مرحلة الحمل ومرحلة الطمث ثم انقطاع الطمث، ومرحلة الرضاعة وفترات استعمال الأقراص الهرمونية المانعة للحمل، وتؤثر تلك التغيرات الهرمونية على معدلات الحرق بأشكال عدة.

ففي بعض تلك الفترات تزيد معدلات الحرق، وفي البعض الآخر تقل معدلات الحرق ولذلك يأخذ الطبيب المختص هذه العوامل في عين الاعتبار عند تأسيس الحمية الغذائية الخاصة بك.

وكذلك تؤثر نسبة هرمون التيستوستيرون على معدلات الحرق، حيث يؤدي انخفاض مستويات هذا الهرمون إلى زيادة نسبة الدهون في الجسم ونقص الكتلة العضلية.

9-قلة النوم والسهر

النوم لفترات قليلة هو أحد العوامل المساعدة في حدوث أمراض القلب والاكتئاب والسكر، وبالإضافة لذلك فهو يعمل عل انخفاض معدلات الحرق وثبات الوزن ونقص الكتلة العضلية، لذلك يجب أن تحرص على النوم لفترات كافية وخاصة بالليل لأن النوم ليلا يساعد في إفراز هرمون النمو الذي يساعد على رفع معدلات الحرق.

10- نوع الطعام

تناول البروتين لحل مشكلة ثبات الوزن

يؤثر نوع الطعام على معدلات الحرق، فتناول البروتينات في الطعام يساعد على رفع معدلات الحرق وإنقاص الوزن بالمقارنة بتناول الكربوهيدرات والدهون (لأن الجسم يستهلك سعرات حرارية أكثر لهضم وامتصاص البروتينات). كما أن البروتينات تساعد على بناء الكتلة العضلية في الجسم وبالتالي التغلب على مشكلة نقص الكتلة العضلية مع التقدم في العمر. وتعمل البروتينات أيضا على خفض نسبة هرمون الغريلين الذي يسبب الشعور بالجوع بعكس السكريات التي تساعد في إفراز هذا الهرمون.

وقد أثبتت إحدى الدراسات أن الكمية التي يحتاجها الفرد يوميا من البروتين لرفع معدلات الحرق والتغلب على مشكلة ثبات الوزن هي (1.2 جم لكل كجم من وزن الجسم).

11- التوتر والقلق والضغط العصبي

يسبب التوتر والقلق زيادة إفراز هرمون الكورتيزول والذي بدوره يعمل على انخفاض معدلات حرق السعرات وزيادة نسبة الدهون في الجسم وخاصة في منطقة البطن والأرداف، وقد لوحظ أيضا أن هرمون الكورتيزول يزيد إفرازه في حالات اتباع الريجيم القاسي.
ومما سبق نستنتج أن مشكلة ثبات الوزن تحدث بسبب العديد من العوامل، فيجب معرفة العوامل التي تسبب هذه المشكلة جيدا حتى نستطيع التغلب عليها والوصول للوزن المرغوب بدون حرمان أو توتر.
وفي النهاية على كل إنسان أن يراقب جيدا الطعام الذي يتناوله والمجهود الذي يبذله يوميا حتى يكون هناك تناسب بين معدل السعرات الداخلة للجسم والخارجة منه لأن الفرق بين هذه السعرات هو الذي يتحكم في الزيادة في وزن الجسم.
كما أن عملية إنقاص الوزن تحتاج إلى تغيير شامل في نمط الحياة حتى نستيطع العيش بصحة ورشاقة.

6 thoughts on “ثبات الوزن في الريجيم ا أهم أسباب ثبات الوزن وتفاديها للوصول لوزن مثالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *