تفسير الأحلام – لماذا نحلم؟ أنواع الأحلام، وأغرب الحقائق عن الأحلام – صيدلية

ينام معظم الأشخاص ما يقرب من 122 يوما كل عام، وعندما تصل لعمر ال 75 عاما، تكون قد أمضيت مايقرب من 25 عاما في النوم.

عندما تذهب للنوم كل ليلة، يكون جسمك في حالة راحة واسترخاء، بينما يظل مخك يعمل بكل نشاط، حيث يفرز المواد الكيميائية والهرمونات التي تساعد في النمو.

كيف تحدث الأحلام

تنقسم فترة النوم لعدة مراحل مختلفة، وهي خمس مراحل أساسية، وتمثل المرحلة الثالثة في مراحل النمو الفترة الأكثر عمقا وهي التي تحدث الأحلام خلالها.

تسمى المرحلة الثالثة بمرحلة ال REM وخلال هذه المرحلة تتحرك العين في جميع الاتجاهات حركات سريعة خلف جفن العين المغلق، ولكن لماذا نحلم في تلك المرحلة ؟ وكيف تحدث الأحلام ؟

حاول العديد من العلماء والفلاسفة منذ عصور طويلة تفسير ظاهرة الأحلام، والعثور على أسباب وكيفية حدوثها. حتى أن بعض القدماء فسروا الأحلام على أنها رسائل من الخالق لتكليفهم بأمر ما.

وحتى الآن وبعد التطور العلمي والتكنولوجي، وإجراء العديد من الدراسات والأبحاث عن كيفية حدوث الأحلام، كان كل ما توصلوا إليه  هو بعض النظريات التي تشرح أسباب الأحلام، وكيف و لماذا نحلم.

نظريات تفسير حدوث الحلم

فسرت إحدى تلك النظريا الأحلام بأنها طريقة لترجمة كل الأحداث والعواطف التي نمر بها خلال اليوم، وقد أوضحوا أن الأحلام تلعب دورا هاما في تعزيز الصحة النفسية والعقلية والجسمانية للأشخاص.

بينما زعمت نظرية أخرى أن الأحلام ما هي إلا وظيفة حيوية يقوم بها الجسم تماما مثل التجشؤ، و ظهر العلم الذي يدرس الأحلام دراسة علمية وهو ما يسمى بعلم الأحلام oneirology.

وعلم الأحلام هو العلم الذي يبحث في العلاقة بين حدوث الأحلام وبين وظائف المخ، وكذلك يدرس كيف يعمل المخ أثناء فترة الحلم، وبالطبع لم يكن هذا العلم متواجدا منذ القدم لأن الحلم شئ يصعب الإمساك به أو قياسه أو التعامل معه أو حتى وصفه وصفا دقيقا.

بالإضافة إلى أنه ثبت أننا ننسى حوالي 95 % من أحلامنا التي نحلمها؛ في خلال عشر دقائق بعد وقت الحلم. بالرغم من أننا قد نحلم من 4- 6 أحلام في الليلة الواحدة.

في عام 1952 حدث شيئا مثيرا، حيث اكتشف الباحثون في جامعة شيكاغو، نوعا مختلفا من النشاط الكهربي الذي يحدث في خلال فترة معينة من النوم، وعندما حاول الباحثون إيقاظ الأفراد محل الملاحظة خلال تلك الفترة، وجدوا أنهم في فترة الحلم.

خلال تلك الفترة يكون نشاط المخ مشابه إلى حد كبير لنشاطه أثناء فترة اليقظة، ولكن الاختلاف أن خلال تلك الفترة من النوم يقف إفراز بعض الهرمونات مثل السيروتونين، والهستامين والنورإبينيفرين.

ونتيجة لوقف إفراز تلك الهرمونات، فإن العضلات تتوقف تماما عن الحركة. وهذا يفسر لماذا نستطيع أن حلم أننا نطير، نجري، أو حتى نحارب. بينما جسدنا يكون ثابت لا يتحرك.

مرحلة ال REM

بعض الأشخاص يكون عندهم خلل في مرحلة الREM التي يحدث خلالها الحلم، هذا الخلل يجعلهم يتحركون أثناء نومهم خلال فترة حدوث الحلم. وبعضهم يمشي وهو نائم.

وهناك حقيقتان تتعلقان بمرحلة الREM:

أولا: في بعض الأحيان يستيقظ الفرد ولكنه يظل غير قادر على تحريك جسده، بالرغم من أنه يكون واعٍ تماما لكل ما حوله. ويحدث هذا لأنه يكون مازال في مرحلة الREM.

ثانيا: في بعض الأحيان يكون الشخص في مرحلة الحلم، ولكنه يعي تماما أنه يحلم. وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة الحلم الواضح. وهذه الظاهرة من الظواهر المثيرة حقا.

يستطيع الفرد خلال مرحلة الحلم الواضح أن يتخذ قرارات أثناء الحلم، حيث يستطيع أن يحلم بأنه يطير لمكان معين يريد زيارته، أو يستطيع تناول الطعام مع شخص يريد رؤيته. فيكون هو المسيطر على الحلم. ولكن هذه الظاهرة بالطبع نادرة الحدوث.

في تجربة أجراها العلماء على الفئران، حيث قاموا بحرمانهم من الوصول لمرحلة النوم العميق  REM ، وجدوا أن ذاكرة تلك الفئران تضعف بشكل ملحوظ.

وهذا يحدث للإنسان أيضا، حيث وجد أن الشخص الذي يُحرم من النوم العميق، تتأثر قدرتهم على تذكر العديد من الأشياء. خاصة تلك التي عرفوها مؤخرا.

تقول الأبحاث أنه أثناء النوم، فإن العقل اللاواعي يكون مشغول بترتيب الذكريات، حيث يقوي بعضها ويقوم بالتخلص من البعض الآخر. وفي خلال ذلك تصدر بعض النبضات الكهربية التي يتعرف عليها العقل الواعي ولكنه لا يفهم معناها.

فيقوم العقل الواعي بمحاولة لترجمة تلك الإشارات، فيترجمها في صورة قصة (الحلم).

أنواع الأحلام

أسباب الأحلام

يوجد عدة أنواع من الأحلام يمكن ذكر بعضها فيما يلي:

1- الكابوس

الكابوس هو الحلم المزعج، المخيف. وغالبا جميع الأفراد يرون كوابيس من فترة لأخرى في منامهم، ولا يوجد أسباب واضحة لحدوث الكابوس. ولكن هناك بعض العوامل التي قد تكون سببا في حدوثه، منها:

1- قراءة أو مشاهدة أشياء مخيفة.

2- الحرمان من النوم فترة طويلة.

3- السخونية أو الحمى

4- الأكل بكمية كبيرة قبل النوم مباشرة

5- بعض الأدوية تسبب حدوث الكوابيس كأحد أعراضها الجانبية.

6- القلق والتوتر والاضطراب النفسي أو العقلي

ومن أشهر الرؤى التي تُرى في الكوابيس هي:

  • الموت أو الاحتضار
  • العنف الجسدي
  • المطاردات

وهنا يجدر الإشارة إلى ما يعرف ب (الهلع الليلي)، والتفرقة بينه وبين الكابوس.

فالهلع الليلي هو إحدى حالات اضطراب النوم، وهو أكثر شيوعا في الأطفال عن البالغين، والفرق بينه وبين الكابوس، أنه يحدث في فترة أخرى من النوم غير فترة الREM بينما الكابوس يحدث في تلك الفترة.

كما أن الكابوس يمكن تذكره جيدا بعد الاستيقاظ، بينما الهلع الليلي يُنسى فورا بعد الاستيقاظ.

وفي حالات الهلع الليلي غالبا يستيقظ الطفل في أحد الأوضاع التالية:

  • حالة من الصراخ
  • يتحرك أو يركل بقوة، أو حتى يقفز من الفراش.
  • يصاب بالعرق الشديد
  • صعوبة في التنفس
  • ارتفاع في معدل ضربات القلب.

2- الحلم الواضح (الشفاف)

في هذا النوع من الأحلام، يكون النائم على علم تماما بأنه نائم، ويحلم في تلك اللحظة.

وهذا النوع من الأحلام ليس من الأنواع الشائعة، ولكن الأبحاث تشير إلى أن حوالي 55% من البشر يحلمون بهذا النوع مرة في حياتهم على الأقل.

تشير بعض الدراسات أنه يمكن التحكم في هذا النوع من الأحلام، بحيث يمكنك الحلم بالأماكن والأشخاص التي تود رؤيتها.

3- أحلام اليقظة

الفرق بين هذا النوع من الأحلام وباقي الأنواع الأخرى، أنه يحدث لك وأنت مستيقظ. ولكنك قد تكون لست في حالة وعي كامل بما حولك.

وإذا شاهدك أحد في تلك الحالة فهو يصفك بأنك كنت في حالة شرود، أو سرحان. وأغلب أحلام اليقظة تتضمن رؤية أشخاص سواء كانوا موجودين في الواقع، أم من وحي الخيال.

وتشير الدراسات أن رؤية أشخاص واقعيين في أحلام اليقظة يشير إلى أنك في حالة نفسية جيدة، بينما رؤيتك لأشخاص من وحي خيالك في أحلام اليقظة فهم دليل على شعورك بالوحدة، وبحالة نفسية سيئة.

4- الأحلام المتكررة

بعض الأشخاص تعاني من تكرر أحلام بعينها أكثر من مرة، وخاصة تلك التي يحدث خلالها هجوم أو مطاردات، شعور بالسقوط من مكان ما، أو شعور بالخوف الشديد.

وتُرجع بعض الأبحاث أسباب تكرر تلك الأحلام، إما لحالة صحية مؤثرة على العقل، أو لتأثير بعض الأدوية.

5- الاستيقاظ الكاذب

في هذا النوع يعتقد النائم أنه في حالة استيقاظ، بينما هو مسغرقا في النوم ويحلم. وفي أغلب الأحيان يكون هذا النوع من الأحلام مصاحبا للأحلام الواضحة (الشفافة)، أو لحالة شلل النوم.

6- الأحلام العلاجية

لا يوجد الكثير من المعلومات عن أسباب هذ النوع، أو كيفية حدوثه. ولكن يمكن وصفه بأنه نوع من الأحلام يسبب إعادة تأهيل أو توازن للحالة النفسية. وهو الحلم الذي يجعلك تشعر بحالة من الفرح، أو السلام بعد الاستيقاظ.

7- الأحلام التنبؤية

هذا النوع يشير إلى أحداث قد تحدث في المستقبل، حيث يحلم بعض الأشخاص بأحداث معينة، ثم تتحقق تلك الأحداث في وقت لاحق. وهو ما يعرف بالحلم التنبؤي.

وقد تأتي هذه الأحلام على هيئة رموز أو إشارات غير واضحة، وتحتاج إلى تفسير ( مثل الحلم الذي فسره يوسف عليه السلام).

ويجدر الإشارة هنا إلى أن، تفسير الأنواع المحتلفة من الأحلام يختلف من شخص لآخر، بحسب حالته النفسية، والأحداث التي يمر بها خلال يومه، شعوره بالقلق أو الاضطراب، أو حتى حالته الصحية.

أغرب الحقائق حول الأحلام

أغرب الحقائق عن الأحلام

1- تشكل الصور أغلب الحلم، بينما يندر سماع أصوات أو شم روائح معينة أثناء الحلم.

2- يستطيع الكفيف أن يري أحلاما في منامه.

3-أغلب الأحلام تكون ملونة، ولكن بعض الأحلام (12%) تكون باللونين الأبيض والأسود فقط.

4- أحداث الأحلام تكون غريبة ولا منطقية، وذلك لأن الجزء من المخ المسؤول عن التفكير المنطقي يكون معطل أثناء الحلم.

5- النساء أكثر عرضة للأحلام المخيفة من الرجال.

6- يعاني حوالي 8% من الأفراد من حالات شلل النوم، وهي حالة بين النوم والاستيقاظ يشعر خلالها النائم بالشلل التام.

7- الحيوانات أيضا لها القدرة على الحلم.

8- بعض الأحلام الخاصة بسقوط الأسنان، قد يكون سببها وجود مشاكل صحية متعلقة بالفم أو الأسنان.

وأخيرا

فعالم الأحلام مازال عالما مجهولا يحمل في جعبته الكثير، وهذا إن دل على شئ، فإنه يدل على أن العلم مازال أمامه العديد من التحديات، التي لم يستطع كشفها بعد. ومازال أمام العلماء الكثير من التجارب والأبحاث.

وما أوتيتم من العلم إلا قليلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *