تعرف على آلية عمل الجهاز المناعي وطرق وأساليب تحسين و زيادة المناعة

هل جالست يوماً مصابا بعدوى فيروسية أو بكتيرية ولم تمرض؟! 

أبدع الله -عز وجل- في خلق هذا الكون، خلق الإنسان في أحسن صورة، لكي يعمر الأرض، وخلق الحيوانات والعديد من المخلوقات الساحرة، منها ما هو مفيد، سُخر لخدمة البشر، ومنها ما هو ضار ويلحق بنا الأذى، منها ما نراه ومنها ما لا نستطيع رؤيته، نتعرض لهذه الكائنات الممرضة طوال الوقت، لذا أنعم الله علينا بجهاز مناعي فتاك، يقتل الميكروبات ويخلصنا منها، لذا تمر علينا أياما وسنوات، دون أن نمرض أو يلحق بنا الأذي، رغم ما يحيط بنا من مليارات الفيروسات وملايين البكتيريا والفطريات، نتعرف في هذا المقال على هذا الحصن المنيع، ونذكر طرق زيادة المناعة وتقوية الجهاز المناعي.

تعريف المناعة

هي آلية دفاع الجسم عن نفسه ضد الجراثيم والكائنات الممرضة المختلفة، لمنع حدوث العدوى .

الجهاز المناعي

يتكون الجهاز المناعي من عدة أعضاء وخلايا وهي:

الجهاز الليمفاوي ويشمل الأوعية الليمفاوية والعقد الليمفاوية والليمف

– الطحال

-نخاع العظام

-غدة التوتة

– الخلايا البلعمية الكبيرة

– اللوزتين

كرات الدم البيضاء، وتشمل:

1-محببات حمضية

2- العدلات المحببة

3- الكريات القَعِدَة

وأخرى لا يحتوي السيتوبلازم بها على حبيبات، وتشمل:

1- الليمفاوية البائية 

2- الليمفاوية التائية

3- الخلايا القاتلة الطبيعية

أنواع المناعة

 

أولا المناعة الطبيعية(خط الدفاع الأول)، وتشمل  ما يلي

1- الحوائل الطبيعية

  وتضم الجلد والأغشية المخاطية المبطنة للجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، وفتحات الجسم المختلفة، وتشمل أيضا الرموش، ونمو الشعر في أجزاء مختلفة من الجسم.

2- الإفرازات المختلفة 

مثل المخاط، واللعاب، و الحمض المعدي، وصفراء المرارة، والدموع، والعرق.

-ولكن تستطيع الميكروبات أن تتفوق على خط الدفاع الأول، وتتخطى الجلد من خلال جرح صغير، ليتصدى لها خط الدفاع الثاني.

ثانيا: المناعة التكيفية أو النشطة

المناعة عن طريق الخلايا المناعية(خط الدفاع الثاني)

 وتشمل الخلايا المناعية التي ذُكرت سابقا، وسنذكر كيفية عمل هذه الخلايا

العدلات المحببة: حيث تقوم بمهاجمة الميكروب بعد دخوله مباشرة، وتقتلها وقد تختبئ الميكروبات في الجسم، ولا تعثر عليها، وسرعان ما تتكسر هذه الخلايا، ويقوم نخاع العظام بتجديدها.

الخلايا التائية المساعدة: تحفز الخلايا الأخرى لتنظيم آلية المناعة

الخلايا التائية القاتلة: تقتل الميكروبات لتخلص الجسم من سمومها و تحميه من العدوى

الخلايا البلعمية الكبيرة: حيث تبتلع الكائن الممرض، تأكله وتفتته

الخلايا التائية المثبطة: ما إن انتهت عملية المناعة وتخلصنا من الميكروب، سرعان ما تثبط الخلايا المناعية وتوقف نشاطهم المناعي.

ثالثا دور الأجسام المضادة في المناعة (خط الدفاع الثالث)

تتحول الخلايا الليمفاوية البائية إلى الخلايا البلازمية، والتي تفرز الأجسام المضادة، حيث يرتبط الجسم المضاد بالأنتيجين بطريقة خاصة، ويكون هذا الارتباط بمثابة إشارة للخلايا البلعمية، أو الخلايا القاتلة عن وجود ميكروب في الجسم، وتعادل السموم المُفرَزة من قِبل الميكروب.

مناعة القطيع

ويحدث أن يتفشى مرض في مجتمع ما، فيصُاب عدد كبير من السكان به، و يكتسبوا مناعة ضده، و يصبحوا غير حاملين للمرض وغير مسببين الإصابة لغيرهم، ويساعد ذلك في وقف انتشار المرض، ساعدت هذه المناعة في القضاء على أمراض وبائية كثيرة مثل الجُدِرى

أهمية المناعة

طالما يؤدي الجهاز المناعي وظيفته على نحو أفضل، فنحن لن نشعر بدور المناعة في حياتنا، فقط عندما يسوء الأمر، ويصيب الإنسان ضرراً، يؤدي إلى خلل مناعي، نصبح عرضة لجميع الأمراض، يقتحم جسدك فيرس أو بكتيريا أو أي ميكروب لا يمكننا رؤيتهم بالعين المجردة، ينتج عنه الإصابة بأمراض مزمنة و معدية، أحيانا تكون هذه الأمراض خطيرة، وتسبب الوفاة، مما يجعلنا دائبين ومستمرين في البحث والاستقصاء عن سبل زيادة المناعة، وتقوية الجهاز المناعي، ومن أهم أدوار جهاز المناعة:

1- يحمينا من الأمراض الناجمة عن الكائنات الممرضة المختلفة مثل الفيروسات و البكتريا والفطريات، ويخلص الجسم منها.

2- يقينا من تأثير المواد الضارة الناجمة عن البيئة.

3- يحمينا من الخلايا السرطانية، ويتعرف عليها، ويخلصنا منها.

4- يقلل فرص الإصابة بالأمراض المعدية مثل الجدري وكوفيد-19 وفيروس البرد.

هل الالتهابات وارتفاع درجة الحرارة من فعل المناعة؟

 تثير الالتهابات وارتفاع درجة الحرارة القلق لدينا، ولكنهما فعل مناعي، تُزيد الحُّمى عدد خلايا الدم البيضاء، وسرعان ما تبدأ مكافحة العدوى.

يحدث الالتهاب عندما تفرز خلايا الجسم المصابة مادة الهستامين، والذي يسبب تمدد جدار الخلية، وينتج عن ذلك احمرار وسخونة، وانتفاخ في مكان الالتهاب، ومن ثَمَّ يحد الجسم من تأثير الميكروب.

 

سلوكيات يجب اتباعها من أجل زيادة المناعة وتقوية الجهاز المناعي

– الإقلاع عن التدخين.

– الإكثار من تناول الفواكه والخضراوات.

– ممارسة الرياضة بشكل منتظم.

الحفاظ على وزن مثالي وجسم سليم.

– النوم المنتظم.

– تقليل فرص الإصابة بالعدوى عن طريق غسل اليدين باستمرار.

-الإكثار من تناول الأطعمة المخمرة، التي تحتوي على البكتيريا المفيدة والتي تلعب دورا هاما في مقاومة البكتيريا الضارة مثل الزبادي.

-الإكثار من شرب الماء.

تأثير الضغط العصبي على المناعة

تفرز الغدة الكظرية وقت الضغط العصبي الكثير من الهرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين، وتلعب هذه المواد دورا في تثبيط المناعة، ومن ثَمَّ يتعرض جسم الإنسان للعديد من الأمراض، لذا لابد من التغلب على الضغط العصبي، إما بتناول أدوية باستشارة من طبيبٍ مختصٍ، أو بممارسة الرياضة وتغيير العادات السلبية.

هل الطقس البارد يقلل المناعة؟

تجعل برودة الجو مكافحة العدوى أمرا صعبا، وذلك لعدة أسباب:

– قلة فيتامين د، نتيجة لقلة التعرض لأشعة الشمس 

– قضاء معظم الوقت في المنزل، مما يقرب البشر من بعضهم، وتزداد فرص انتشار العدوى بين أفراد الأسر.

– أجريت دراسات على الفئران عام 2015، أثبتت أن انخفاض درجة الحرارة يقلل الاستجابة المناعية

-تصبح الأوعية الدموية ضيقة في فصل الشتاء، مما يعيق حركة كرات الدم البيضاء، ويصبح مكافحة العدوى أمرا صعبا.

التطعيم (اللقاح) وعلاقته بزيادة المناعة

زيادة المناعة باستخدام اللقاح

 لا يحمي التلقيح الفرد فقط، بل يحمي المجتمع كله من خلال مناعة القطيع، عندما يُطعَم فئة كبيرة من الأفراد، وهو عبارة عن أنتيجين لميكروب ما، ولكنه مستضعفا، أُعِدَّ خصيصا كي يحفز الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة، بعد التعرف عليه كجسم غريب، ويهدف إلى سرعة الاستجابة المناعية، فعندما يدخل ميكروب قوي من نفس النوع، سرعان ما يتعرف عليه الجسم وترتبط به الأجسام المضادة، وقد يكون هذا الأنتجين بروتين من مكونات خلية الكائن الممرض، أو كائن ممرض ميت أو غير نشط أو ضعيف.

دور فيتامين (د) في زيادة المناعة وتقوية الجهاز المناعي

يصنع الجسم فيتامين (د) أثناء التعرض لأشعة الشمس، يحتاج الجسم للتعرض لأشعة الشمس مدة 10 دقائق فقط يومياً، ليصنع فيتامين (د)، ويكون الوقت المناسب للتعرض لأشعة الشمس من الساعة التاسعة حتى الساعة العاشرة ونصف صباحاً وبعد الساعة الثالثة عصراً، غير ذلك قد يلحق ضررا بك، يلعب فيتامين (د) دورا في تنظيم المناعة الطبيعية والمكتسبة، ويقوم برفع وزيادة المناعة ومكافحة الأمراض، وقد استخدم فيتامين (د) في علاج مرض الدرن (السل) قبل اكتشاف المضادات الحيوية.

دور فيتامين ج (سي) في زيادة المناعة وتقوية الجهاز المناعي

يدعم فيتامين (ج) المناعة الطبيعية والمكتسبة، يتراكم فيتامين (ج) في بعض الخلايا المناعية، ويحسن عمليتي البلعمة وقتل الميكروبات والتخلص منها، بل وجِد أنه يلعب دوراً في عملية الموت المبرمج لخلايا العدلات المحببة والخلايا البلعمية الكبيرة بعد أداء وظيفتهم.

دور الزنك في زيادة المناعة

أثبتت الدراسات أن تناول الزنك بمعدل 75 مليجرام يوميا، يقلل فترة الإصابة بفيروس البرد بمعدل 33%.

دور الأعشاب في زيادة المناعة

نبات القنفذية

نبات القنفذية ودوره في زيادة المناعة

يعزز الجهاز المناعي، ويلعب دوراً في علاج عدوى الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد، وعدوى المسالك البولية، يزيد أعداد خلايا الطحال وخلايا الدم، وتدخل في تركيب المستحضر الصيدلي (immulant)، لا ينبغي تناوله بدون استشارة من الطبيب أو الصيدلي، يستخدم فقط عند ظهور أعراض المرض الفيروسي، ولا ينبغي تناوله من أجل الوقاية، حتى لا يحدث خلل في الجهاز المناعي.

نبات البيلسان

يحفز الجهاز المناعي، واستخدم في مكافحة عدوى الجزء العلوي من الجهاز التنفسي لمئات السنين، تدخل في تصنيع أقراص الاستحلاب والحبوب والشراب، ولقد أثبتت الدراسات أن تناول دواء نبات البيلسان يقلل من شدة أعراض نزلات البرد أثناء السفر الجوي.

نبات الثوم

ينتج الثوم بعد مضغه مادة الأليسين، والتي تحفز كرات الدم البيضاء للقيام بوظائفها المناعية، ولقد أثبتت الدراسات أن أعراض البرد تستغرق فترة أقل بنسبة 61% لدى البشر الذين يتناولون 2.5 جرام من الثوم يوميا.

 

3 thoughts on “تعرف على آلية عمل الجهاز المناعي وطرق وأساليب تحسين و زيادة المناعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *